"لقد فُجعنا جميعاً بالجريمة النكراء التي استهدفت مسجداً بقرية القديح مخلفة ضحايا أبرياء. ولقد آلمنا فداحة جرم هذا الاعتداء الإرهابي الآثم الذي يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية.
إن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة، وسينال عقابه الذي يستحقه.
ولن تتوقف جهودنا يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم". سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
- عهد القيادة: هكذا يحدد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - رؤية السعودية في محاربة كل أشكال الفكر الضال والإرهاب، وهو أمر تستند فيه السعودية إلى قيم وتعاليم الإسلام السمحة. من هنا، وبفضل الله، حققت السعودية ريادة عالمية في تجفيف منابع الفكر الضال، وهي التي تعتبر من أكبر المتضررين منه، إلا أنها استطاعت أن تقدم تجربة عالمية مشهوداً لها، ونجاحات تثبت يوماً بعد يوم أن على كل من تسول له نفسه أن يتذكر أن رجال الأمن البواسل في السعودية من أبرع وأسرع الجهات في مجالها في القبض على الجناة، وأيضاً في استباق العمليات الإرهابية وإيقافها، ومحاسبة من يقف خلفها.
- ثلاثة أسس: لقد حددت كلمته - حفظه الله - ثلاثة أسس تنطلق منها السعودية في تجربتها، أولها التصدي بكل حزم للإرهابيين. وثانيها دور العلماء في الرد الحاسم على ما يبثه الإرهابيون "من مسوغات دينية باطلة يخدعون بها الناس". والثالث دور مؤسسات الإعلام ب"تعرية الإرهاب وتسليط الضوء على جرائمه وتنظيماته وشخصياته، والكشف للناس عن سلوكهم وأهدافهم وأساليبهم في إغواء الأغرار واستقطابهم".
- الضربات الاستباقية: بشهادة خبراء دوليين، واعتراف دول متقدمة في المجال الاستخباراتي، فإنها استفادت من السعودية في إحباط الكثير من المحاولات الإرهابية. كما تمكن رجال الأمن السعودي من إفشال أكثر من 95 % من العمليات الإرهابية بفضل من الله، ثم بفضل الاستراتيجية الأمنية التي وضعتها القيادات الأمنية، وحازت تقدير العالم بأسره.
أيضاً كان من اللافت العمل في الوقت ذاته على جانب مهم جداً، هو رصد وإحباط جهود المتعاطفين والممولين للإرهاب الذين لا يقلون خطورة عن المنفذين للعمليات الإرهابية؛ فتم القبض على الكثير منهم. كما لا تخفى جهود السعودية المتواصلة؛ فهي على سبيل المثال المبادِرة إلى إقامة مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية، والمركز الدولي لمكافحة الإرهاب.
- قدرات هائلة: المراقبون يؤكدون أيضاً أن الضربات الاستباقية التي يحققها الأمن السعودي تدل على الثروة المعلوماتية الهائلة التي تمتلكها الأجهزة الأمنية، والتي تحللها وتحقق عبرها تلك النجاحات، بالرغم من تعرض السعودية لضغوط كثيرة. كما أنها - كما يقول د. فايز الشهري - "تخوض حربين عادلتين، حرباً خارجية على المتمردين على الشرعية في اليمن، وحرباً داخلية على الخلايا الإرهابية التي تستهدف أمن الوطن والمواطن".
وقال إن الضربة الاستباقية للعمل الإرهابي الذي كانت خلايا «داعش» تنوي تنفيذه تعود إلى قوة المنظومة الأمنية. وبالرغم مما يحدث فإنها لا تغفل عن أمن الوطن.
- العمليات الأخيرة وبسالة رجال الأمن: وبالرغم من الهجمة المكثفة حالياً على السعودية من جهات معروفة داعمة للإرهاب فإن السعودية راسخة المبادئ، وشعبها في تلاحم فريد مع قادته. وبسبب ذلك بقي الأمن السعودي يسجل النجاحات المتوالية في دحر المنظمات الإرهابية ومخططاتها، وليس آخرها ضبط سيارات كانت مجهزة لعمليات إرهابية داخل السعودية، وسرعة القبض على مغتالي رجال الدوريات الأمنية، وكذلك الكشف عن الملابسات في وقت قياسي، وكذلك الشفافية العالية. يقول اللواء يحيى الزايدي، وهو خبير أمني: "من الواضح أن هناك مخططات خارجية لأمن ومقدرات المجتمع السعودي؛ فالسعودية مرت بأحداث كثيرة وضخمة، وكان ليقظة رجال الأمن دور بارز في تجنيب الوطن والمواطن نتائجها الكارثية. النجاحات الأمنية المتتالية أكبر رد على من يريد أن يستهدف أو يخلخل أمن السعودية".
- نظام مكافحة الإرهاب: وفي مجال تضييق الخناق أيضاً على أصحاب الفكر الضال أعلنت السعودية وضعها 7 مصطلحات للإرهاب، عبر نظام رسمي، يعاقِب على جرائمه، أقره مجلس الوزراء؛ إذ قرر الموافقة على نظام جرائم الإرهاب وتمويله، مؤكداً أن هذا النظام "يعد نظاماً إجرائياً، أُخذ فيه بمبدأ التوازن بين الأخطار التي تؤول إليها تلك الجرائم، وبين حماية حقوق الإنسان التي حفظتها وأكدت عليها الشريعة الإسلامية".
- أكثر من 80 عاماً من النجاحات: وفي السياق التاريخي لمواجهة السعودية للإرهاب أكد تقرير تناقلته وسائل إعلام محلية ودولية أن أكثر من 80 عاماً حفلت بالنجاحات للأمن السعودي ضد الإرهاب، وخصوصاً في فترتي السبعينيات والثمانينيات، وصولاً لظهور خلايا القاعدة في مطلع 2002، التي بالرغم من بروزها البشع وقتها فقد فشلت – بحسب الخبراء – في تحقيق نجاحات نوعية على الأرض السعودية.
- دعم رجال الأمن: جانب مُشرق آخر تحرص عليه القيادة الرشيدة، هو تعميق العلاقة بينها وبين رجالات الوطن البواسل؛ فقدمت لهم الدعم المادي والمعنوي، وتم منح أسر الشهداء والمصابين والمتضررين كل ما يعينهم على مواجهة أعباء الحياة، فضلاً عن أنها كانت بلسماً لحياة الأسر التي فقدت أحد رجالاتها في عمليات أمنية ضد الإرهابيين.
- خطوات لافتة: هناك أيضاً العديد من الخطوات المهمة؛ فمنذ البدايات مدت السعودية يدها لكل من انحرف من أبنائها وغُرّر به. ففي 2004 سنَّت السعودية عفواً عن كل من يسلم نفسه لمن ينتمي إلى تلك الفئة الضالة. كما عملت الدولة عبر أجهزتها الرسمية على تجفيف منابع الإرهاب واجتثاث جذوره، من خلال إعادة تنظيم جمع التبرعات للأعمال الخيرية التي قد تُستغل لغير الأعمال المشروعة.
- الثقة بالله.. سمة رجل الأمن السعودي: من جهته، يقول أمين كلية العلوم الاستراتيجية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبدالهادي محمد الشهري: "يعتمد رجل الأمن السعودي في إفشال العمليات الإرهابية على الله أولاً، ثم على الضربات الاستباقية التي ساهمت في دحر وإفشال الكثير من المخططات الإرهابية التي يحاول ضعاف النفوس والمضللون والمغرر بهم استهداف بلادنا - حماها الله من كل شر – من خلالها".
ولعل أبرز الأمثلة على ذلك أن الفترة التي احتاج إليها رجال الأمن البواسل لتحديد هوية مطلق النار على الدورية الأمنية في الرياض ومَن شاركه في الجريمة كانت وجيزة جداً، ولم يستغرقوا سوى يومين لذلك، وكذلك سرعة القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة في وقت قياسي، وهو دليل على كل من يفكر في الإساءة لأمن هذا البلد أن يدرك مصيره وعواقبه.
الرسالة الأهم التي يوجهها الأمن السعودي لكل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا الوطن الكريم بقيادته وأهله هو الوعد بقطع دابر كل فكر ضال ومعتدٍ، وهو أمر تؤكده النجاحات المتوالية - بفضل الله - وذلك في أوقات قياسية، بخلاف ما يتم تفاديه بالضربات الاستباقية.