صدم المجتمع الخليجي من الكمية الهائلة من الأسلحة التي تم ضبطها وتحريزها من قبل الأمن الكويتي منتصف الشهر الميلادي الحالي. ترسانة جديرة بإعلان حرب، لا عمل إرهابي محدود كالذي شهدته دول الخليج على يد الإرهاب الداعشي. الأشخاص المتورطون تمكنوا من تخزين كميات هائلة من الأسلحة، تضمنت 56 قذيفة آر بي جي، و204 قنابل يدوية، وذخائر متنوعة، ومواد شديدة الانفجار، إضافة إلى صواعق كهربائية. والمعلومات التي رشحت عن تلك الخلية رغم التكتم المستغرب من الحكومة الكويتية والمنع الذي أصدره المدعي العام بحجب تداول المعلومات عنها، تشير إلى تورط حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني في التمويل وتدريب الكوادر. فماذا يمكن أن نستخلص من عبر من هذه الحادثة/الصدمة قبل أن يقع الفأس في الرأس. لعل أول الدروس المستفادة من هذا الكشف المهول هو أن سياسة المهادنة مع إيران التي تبنتها دولة الكويت منذ الثمانينيات حتى الآن والتغاضي عن قائمة طويلة من المؤامرات حيكت ضدها، لم يسلم منها رأس الدولة مثلما لم تسلم منها المقاهي الشعبية، شاملة اختطاف طائرات، وقتل ركاب كويتيين! و تصريح الشيخ صباح الأحمد في زيارته الأخيرة لطهران "بأن مرشد الجمهورية الإيرانية هو مرشد المنطقة"، لم ينفع الكويت، ما يؤكد أن الأسلوب الأجدى مع إيران هو عواصف الحزم التي تبتر اذرعها في المنطقة وفق قاعدة الجزاء من جنس العمل. وأنه لا يجب أن ترتاح الجهات المسؤولة عن أمن دول الخليج وهي التي لا بد أن لديها كل ما يلزم لليقظة والحذر واستشعار الخطر عن بعد، لابتسامات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف العريضة والتعامل على أساس "سوء الظن من حسن الفطن" مع جارة أثبتت أنها تتبنى مبدأ "التقية ديني ودين آبائي" في علاقاتها مع الدول الخليجية فما الذي يمنعها من تبني مثل هذا المبدأ العقدي وهي الدولة الأصولية الدينية؟. فائدة أخرى من رحم الصدمة وهي انه ثبت بما لا يدع مجالا للشك من جنسية خلية العبدلي الكويتية عن وجود طابور خامس إيراني بين ظهرانينا يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب ويذهب صباحاً إلى العمل لكنه يخطط مع أعداء الوطن لاغتياله. يؤكد ذلك ما أعلنته في نفس اليوم مملكة البحرين من القبض على منفذي تفجير سترة وهم خمسة بحرينيين، وأكدت ارتباطهم مباشرة بالحرس الثوري الإيراني. ونحن إذا كنا قادرين على أن نشير في حالة الأعمال الإرهابية الداعشية إلى انتماءات عناصرها العقدية إلى دولة البغدادي المتطرفة، يجب أن لا نتردد في القول إن خلايا الطابور الإيراني الخامس التي يتم اكتشافها في الخليج ذوات انتماءات عقدية وسياسية بدولة ولاية الفقيه. الأمر الأخير المستقى من الحادثة هو أن تلك الترسانة الهائلة قد لا تعني دولة الكويت وإنما اختيرت الكويت كجسر عبور لتلك الأسلحة الفتاكة لدول الجوار مما يؤكد ضرورة التنسيق الأمني الموحد بين دول مجلس التعاون الخليجي وإعادة اللحمة وبعث الدفء والتلاحم من جديد إلى علاقات دول المجلس.