الخلية الإرهابية النائمة التابعة لحزب الله اللبناني التي كشفتها وزارة الداخلية الكويتية قبل أيام، لا يبدو أنها الأخيرة، مثلما هي ليست الأولى، في الكويت وفي دول مجلس التعاون الخليجي، إذ إن حزب الله في تأسيسه للخلايا في الدول العربية وتشغيلها إنما ينفذ عملاً مهنياً خالصاً، فمهمة حزب الله لدى تأسيسه في لبنان، هو تشكيل خلايا، تابعة للحرس الثوري الإيراني، وتدريبها، ونشرها في الوطن العربي. ولم يعد سرياً أن حزب الله قد درب آلاف الشباب الخليجي والعربي على استخدام الأسلحة والمتفجرات وجندهم ونومهم تحت الطلب حسب إستراتيجية طهران. وليس من قبيل الصدفة تطابق مهمة خلية حزب الله في الكويت، وتصريحات أدلى بها رئيس برلمان مرشد إيران علي لارجاني قبل سنتين قال فيها بالحرف: إنه إذا سقط نظام الأسد فإن الدول العربية سوف تسقط وأولها الكويت. وهذا يعني أن الكويت كانت ضمن أول مخططات إيران للتدخل في الدول العربية، بعد أن فشلت مؤامرات إيران في البحرين وفي المملكة، وأصبح عملاؤها مكشوفين. وربما الذي يغري إيران وحزب الله في جعل الكويت قاعدة خفية لتأسيس الخلايا النائمة وتخزين الأسلحة، هو وجود كويتيين ومنهم نواب يعلنون ولاءهم لحزب الله ولإيران بلا أي حياء أو خجل، ويحرضون على المملكة والبحرين، ويساندون علناً الخلايا التخريبية التابعة لحزب الله في دول الخليج، مما أغرى إيران وحزب الله باستهداف الكويت لأن الحزب يعتقد أن الكويت ضعيفة وأنصاره الكويتيين يقدمون ولاءات علنية، على الرغم من أن حزب الله سبق أن نفذ عمليات إرهابية في الكويت نفسها، وانتهك السيادة الكويتية، بل إن نائباً كويتياً أقام عزاء حزناً على موت أحد إرهابيي حزب الله، وكان هذا الإرهابي نفسه قد خطف عام 1988 طائرة كويتية وقتل كويتيين، ومسئول أيضاً عن عدة عمليات إرهابية نفذت في الكويت. لا يبدو أن حزب الله يفرق بين البلدان العربية، حتى التي تكثر فيها أعداد مؤيديه، فهو يجعل من المؤيدين، في الكويت مثلاً، أصواتاً للتغطية على نشاطه الإرهابي في ذات الدولة، وتأسيس الخلايا وتجنيد الإرهابيين وتدريبهم وتهريب الأسلحة وتخزينها. واكتشاف الخلية في الكويت وأسلحتها وعدد الاشخاص الضالعين في القضية، يطلق تحذيراً خطراً إلى الكويت أولاً وإلى دول الخليج وإلى الدول العربية. ويتعين أن تتخذ الدول الخليجية أولاً، والدول العربية ثانياً، اجراءات عقابية حازمة وحاسمة ضد حزب الله وضد إيران، لردع الحزب وتهميشه. والأصوب أن يمنع اللبنانيون المؤيدون لأحزاب داعمه لحزب الله من دخول الدول العربية أو العمل فيها، بهدف تجريد الحزب من حلفائه الذين يدعمون قوته في لبنان ويساهمون في تقوية هذه المنظمة الإرهابية المعادية للأمة العربية. ويجب أيضاً أن تتخذ الدول الخليجية والعربية إجراءات صارمة ضد مؤيدي الحزب، مثل الاجراءات الي تتخذها ضد مؤيدي منظمة داعش الإرهابية، إذ إن كلا المنظمتين إرهابيتان وتستهدفان الأمن العربي والسيادة العربية وترتكبان جرائم وحشية ضد المواطنين والعرب وضد الأمن القومي العربي. وإذا كانت المملكة والبحرين والإمارات قد بدأت في تحجيم نشاط الحزب وخلاياه فيها ولجم مؤيديه، فإنه يتعين الآن على الكويت أن تبادر إلى سن اجراءات تمنع الحزب من الاستخفاف بالكويت وسيادتها أولاً، وتحظر تجنيده أصواتا مؤيدة وداعمة تغطي على جرائمه في الوطن العربي وتزين أعماله.