لا، لن تكون ألفابيت في الحقيقة مثل بيركشاير هاثاواي، التابعة للمستثمر المشهور وارين بوفيت. كان هذا هو القياس الذي فكرت فيه لأول مرة أنا وآخرون كثيرون عندما أعلن الرئيس التنفيذي لجوجل لاري بيج أنه والمؤسس المشارك سيرجي برين سوف يديران من الآن فصاعدا شركة قابضة تسمى ألفابيت. وقد شجع بيج هذا بقوله إنه يتطلع إلى تكتل وارن بوفيت باعتباره - وهذا هو إعادة صياغة صحيفة وول ستريت جيرنال لتصريحات أدلى بها لبعض مساهمي جوجل في ديسمبر - «نموذجا لكيفية إدارة شركة كبيرة، معقدة». في إعلانه عن ألفابيت وعد أيضا أنه وبرين سوف «يتعاملان بدقة مع تخصيص رأس المال»، وتخصيص رأس المال الدقيق جدا يعتبر أحد مطالبات بوفيت الرئيسية للشهرة. ما وراء ذلك، كما أشار كثير من الناس هذا الأسبوع، ليس هناك الكثير من التشابه بين ألفابيت، مع مزيج من جوجل التي تنفث المال وحفنة من الشركات الناشئة التي من المحتمل أن تغير العالم ولكن تخسر المال، وبيركشاير التي ترعى بمحبة (إن لم يكن بصرامة) جمعا من جامعي المال المملين. ربما تكون الموازنة البارعة بين القسوة والراحة الموجودة في بوفيت شيئا يرغب كل من بيج وبرين محاكاته، وربما أنهما متلهفان إلى أن يكونا محبوبين على نطاق واسع وبشكل دائم كما هو حال العم وارن. في الحقيقة لا أظن أنهما سيقلدان بوفيت في عادات الأكل العالية بالكربوهيدرات الموجودة لديه. فيما يلي عبارة أخرى لبيج، وهي من إحدى المقابلات التي أجريت في أكتوبر الماضي مع صحيفة فاينانشال تايمز: يقول بيج إنه لا يوجد نموذج لهذا النوع من الشركات الذي ترغب جوجل في أن تصبح مثله. ولكن إذا كان هناك شخص واحد يمثل العديد من الصفات التي يعتقد أنها ستكون لها حاجة للقيام بهذه المهمة في المرحلة القادمة، إذن فإنه المستثمر الشهير وارن بوفيت. ولكن هل حقا «لا يوجد نموذج» لهذا النوع من الشركات الي ترغب ألفابيت / جوجل أن تصبح مثله؟ كان يلقي المراقبون بأمثلة مختلفة طوال أسبوع لما هي ألفابيت أو ما ينبغي أن يكون عليه حالها. فيما يلي تحليل لأوجه التشابه بين ألفابيت وبعض المجموعات المعروفة (على الرغم من أنني متأكد أنني سوف أفوت عددا منها): ألفابيت مثل فيرجن. على حد تعبير كريستوفر ميمز، كاتب عمود التكنولوجيا في صحيفة وول ستريت جورنال، في تعليق على تويتر، ألفابيت هي (أو ينبغي أن تكون) «تكتلا لرأس المال المغامر» يستحدث ويستثمر في مشاريع جديدة. لكن باستثناء فيرجن جالاكتيك، تميل شركات السير ريتشارد برانسون إلى القفز إلى الصناعات القائمة مع نهج مشترك مميز للتسويق والخدمات. إنها لا تحاول تغيير العالم من خلال التكنولوجيا الجديدة، كما تهدف ألفابيت. أيضا، كما اشتكى مستشار الابتكار بول منكولم في مقابلة مع مجلة وايرد: «على عكس فيرجن، التي من الواضح أنها العلامة التجارية الأم لشركات مثل فيرجين للطيران وفيرجن موبايل، لم يكن لدى ألفابيت العلاقة نفسها.» ومع ذلك، هناك بالتأكيد شيء لهذا التوازي - علينا أن نتذكر أن بيج أقام حفل زفافه على جزيرة برانسون الخاصة. ألفابيت مثل ليبرتي ميديا. توم إيزنمان، الأستاذ في كلية هارفارد للأعمال، يعتقد أن نهج صاحب مليارات الإعلام جون مالون في إنشاء التكتلات قد ينجح بالنسبة إلى ألفابيت. وكما كتب على موقع هارفارد بيزنس ريفيو: مالون هو مهندس مالي رائع، الذي يخلق هياكل رأس مال منفصلة – لكل منها أسهم خاصة بها - لخطوط مختلفة من أعماله. تمتلك ليبرتي ميديا، وهي شركة مالون القابضة، حصة من الأسهم في كل شركة من شركات الأعمال. هذا النهج يتيح لمالون جذب مستثمري الأسهم والسندات والذين تتطابق تفضيلاتهم بشأن المخاطر وأفق المكافأة مع تلك الأعمال التي يجري الحديث عنها. نموذج مماثل إلى حد ما لهذا والذي أتذكره من التسعينيات كان ثيرمو الكترون، وهي شركة من ماساتشيوستس تختص بتصنيع المعدات العلمية، حيث كانت تفصل التكنولوجيات الجديدة وتجعلها وحدات مستقلة على شكل شركات مساهمة عامة لتحفيز الموظفين ونقل نفقات البحوث والتطوير من بيان أرباح الشركة الأم. لكن في الوقت الحالي يبدو أن بيج وبرين يفعلان العكس تماما. فقد تمت حماية مشاريع جوجل الجديدة من الأسواق المالية، وسوف يتم حماية ألفابيت كذلك - ربما لأن بيج وبرين يعتقدان بأنهما أفضل من وول ستريت في تخصيص رأس المال في الشركات ذات المراحل المبكرة.