إنها حياة رائعة في وول ستريت، ولكني أدرج هنا قائمة أمنيات للحي المالي في نيويورك من أجل أن تكون العطلة أفضل. 1. يخلص القطاع المالي نفسه من أي شخص لديه أضعف سبب للاعتقاد بأنه يعتبر ذكيا على نحو غير عادي. جميع أولئك الذين أنجزوا الاختبارات الموحدة بعلامات عالية، أو وجهت إليهم الدعوة للانضمام إلى منسا، أو أنهوا بتفوق أعلى 25 بالمائة لفئة الخريجين سيتم حظرهم. معظم المصائب المالية الأخيرة التي لدينا– مثل التزامات الديون المضمونة، وعقود التأمين ضد العجز عن سداد الائتمان على سندات القروض العقارية لضعاف الملاءة، والخوارزميات التجارية التي تفترس المستثمرين العاديين، والتلاعب في نماذج شركات التصنيف، وتزوير دفاتر الحكومة اليونانية حتى تتمكن اليونان من إخفاء الوضع الحقيقي للمديونية– كل هذه الأمور تتطلب قدرا كبيرا من البراعة. لو كان لدينا أناس من أصحاب العقول الصغرى فلن يكونوا قادرين على التسبب في الكثير من الضرر. بطبيعة الحال، ليس من السهل منع الأشخاص الأذكياء من العمل في مجال التمويل، أو من عمل في أي شيء آخر يريدون القيام به. ربما الآن أكثر من أي وقت مضى، اعتاد الأشخاص الأذكياء على أن يدفع لهم في مقابل تجاهل روح أي قاعدة– وهذا هو أحد الأسباب في أنهم أصبحوا مثل هذه المشكلة في وول ستريت. عند رؤيتهم لقاعدة جديدة لا يحاولون أن يقولوا «ما الغرض الاجتماعي الذي يمكن لهذه القاعدة أن تقدمه، وكيف يمكنني مساعدتها للقيام بهذه المهمة؟» إنما يفكرون فيما يلي: «كيف يمكنني المقامرة بذلك؟» إذا كانت القاعدة تدفع باتجاه إخفاء عقول الأشخاص الأذكياء، فإنهم سيفعلون ذلك أفضل من أي شخص آخر. دون وجود مزيد من التنظيم، فإن مجتمعنا بأكمله سيتم تشغيله قريبا بروح فريق كرة السلة في فيلادلفيا: أطفال يأخذون اختبار اللياقة الدراسي، والآباء يختارون المدارس الثانوية التي تضمن الفشل، والأذكياء يتآمرون للدخول الى جامعة شيكو ستيت. لا توجد قاعدة واحدة، في حد ذاتها، قادرة على حماية الناس من أمثالنا من عقولهم. سنحتاج إلى المزيد من القواعد. 1. لا يسمح لأي شخص دون سن 35 بالعمل في وول ستريت. بمجرد ترك المدرسة، سوف يكون مطلوبا من الشباب، مهما كان غباؤهم مقْنِعا، كسب معيشتهم في ما يسمى الاقتصاد الحقيقي. سوف يقومون بأي وظيفة: التكسير الهيدروليكي لاستخراج النفط، أو عزف موسيقى الشوارع، أو رئيس دائرة التسويق لمستوصف يصرف الماريجوانا الطبية. وعندما يبلغ الأمريكيون 35 من العمر، ولا يزالون يرغبون في العمل في مجال التمويل، سوف يحملون معهم ذكريات قوى السوق العادية، وربما يكونون ممتنين لمجتمعنا لأنه خلق هذه الصناعة التي لا تخضع لهم. على أقل تقدير، سيعلمون أن بعض العدد الهائل من الناس– إخوانهم الذين سبقوهم في عزف موسيقى الشوارع– سيتم الصراخ عليهم بشدة إذا قاموا بفعل أشياء محفوفة بالمخاطر في وول ستريت لتقويض الاقتصاد الحقيقي. لا أحد يريد حفنة من عازفي الشوارع الغاضبين ليقوموا بمطاردتهم. تحقيقا لهذه الغاية.. 1. النساء من الآن فصاعدا سيتخذن جميع قرارات التداول في وول ستريت. الرجال هم أكثر عرضة للمجازفة المالية والثقة المفرطة، وهكذا سيتم حظرهم عن القيام حتى بالأدوار الثانوية داخل مكاتب التداول في وول ستريت - على الرغم من أنه سوف يسمح لهم القيام بأي ضرر يرغبون به في حساباتهم الاستثمارية الخاصة. لا ترغب النساء بالتداول بالطرق التي تخلق صعوبات للمجتمع. يستحسن أن نضع النساء في موقع المسؤولية عن جميع عمليات صنع القرارات المالية، وفي هذه الحالة سوف تكون القرارات أكثر مللا، ولكنها أقرب إلى المنفعة الاجتماعية. وبطبيعة الحال، فإن هذا يثير سؤالا عمليا: كيف سيجد مجتمعنا ما يكفي من النساء اللاتي هن أكبر سنا من 35، مع عدم وجود قدرة فكرية خاصة لديهن، لملء جميع وظائف التداول في وول ستريت؟ حسنا.. 1. وول ستريت سيأخذ الموارد التي كان يقذف بها في السابق على جامعتي هارفارد وييل، لتجنيد طلابها والاستثمار في مجتمعات التقاعد المحلية الرائدة في أمريكا، لتجنيد العدد المتضخم من النساء المسنات، واللاتي يقوم معظمهن في الوقت الراهن بتضييع ساعات التداول القيمة. أعتقد أننا يمكن أن نتفق جميعا على أن الإنسان مهما بلغ عمره لن يكون كبيرا على التداول. لا شك في أن الكثير من هؤلاء السيدات قد يرغبن في فرصة الانخراط في شيء من إدارة المخاطر. وأنا أقول «أحضروهن». بعد كل شيء، كان هناك زمن قبل فترة ليست بطويلة جدا، عندما سمح للرجال الكبار جدا في العمر بالبقاء في وظائفهم في وول ستريت إلى أن يأتيهم الموت. وكان هؤلاء الرجال الكبار في السن مفيدين؛ فقد حسنوا اللهجة الأخلاقية للمكان. إن كان في هذا أية فائدة، فهم على الأقل قاموا بتذكير للشباب من حولهم بأن مصيرهم هو الموت. وهو ما يأتي بنا إلى النقطة التالية: 1. لا يجوز لأية شركة أن تكون خالدة- أو بالأحرى، لا يجوز لأية شركة أن تكون أكبر من أن تفشل. لا ينبغي لأية شركة أن تكون أكبر من أن تفشل، على اعتبار أن الشك يخلق الواقع. بطبيعة الحال، نحن هنا نتعرض لخطر تدمير روح وول ستريت، ونحن لا نريد أن نفعل ذلك. فوول ستريت لن تكون وول ستريت دون امتيازات خاصة- دون بعض الاستثناءات الخاصة للقواعد. ولكن طبيعة هذا الإعفاء يجب أن يتغير: بنك وول ستريت الأكبر من أن يفشل سيتم استبداله ببنك وول ستريت الذي يوجد فيه أشخاص أكبر سنا من أن يفشلوا. وسيسمح للشركات التي يتجاوز متوسط عمر موظفيها سنا معينا إقحام نفسها في المتاعب بالمقدار الذي ترغب به، وسيتم إنقاذها في كل مرة من قبل الحكومة. فكر في الأمر كشكل جديد من أشكال الضمان الاجتماعي: كلما كبرت في السن، لا يهم مدى الفساد الذي قد تصبح عليه، يزداد عدد الناس الذين سيقدمون لك المال من دون تمييز. وسياسة الحكومة لن تعود تشجع المضاربات المتهورة من قبل الشباب، وعلى حساب من هم أكبر سنا. بدلا من ذلك، ستقوم بتعزيز فقاعة- تغذية جنون حقيقي- في السوق لكبار السن من المواطنين. 1. احرص على جعل بقية المجتمع يشعرون كما لو أن التمويل هو أمر يمكن للجميع ويجب على الجميع أن يفهمه، من خلال جعله سهل الفهم. الحشد الجديد الذي يدير وول ستريت- مزيج لطيف ومؤنس من السيدات الكبار في السن واللاتي يتحدين أكاديميا الرجال الذين هم في منتصف العمر- من المحتمل أن يقاوم أي إضافة إلى تعقيد النظام المالي. ما الذي سيكون مفيدا في الخوارزمية المفترسة لامرأة تبلغ من العمر 85 عاما عاقلة وسعيدة؟ ومع ذلك، من الأفضل هنا ارتكاب الخطأ على جانب من الحذر. لوضع حد للتعقيد وللتعتيم وارهاب وخداع الجمهور، أي فكرة جديدة مالية- ورقة مالية جديدة، أي نوع جديد من ترتيب الأوراق المالية في السوق، وأي تنظيم جديد للسوق- يجب أن يوضح في صفحة واحدة من الورق، وبلغة واضحة ومفهومة من قبل أشهر نجوم الغناء في ذلك الحين مهما كانت الشخصية. أنا لا أتصور أن هذا سوف يضع حدا للابتكار المالي. ولكنه سيساعد على ذلك. لحمايتنا أكثر من الأفكار الجديدة أقترح ما يلي: 1. جميع الاختراعات المالية الأميركية الجديدة، قبل أن يبتلى بها الاقتصاد الأمريكي، سوف يتم اختبارها أولا على الأجانب. ما هو مطلوب هو مجتمع، على غرار مجتمعنا تقريبا، مع بعض المخاطرة، ولا مصلحة لنا في أن يكون في عافية اقتصادية من الدرجة الأولى. الفرنسيون أشخاص مثاليون لهذه المهمة. ولكن إذا لم يجرب الفرنسيون الأشياء الجديدة لدينا قبل أن نجربها نحن، يمكننا دائما رشوة اليونانيين للقيام بذلك. 1. توجيه العقلية الذكورية الأمريكية نحو التنظيم المالي سيكون نظامنا المالي الجديد على أرجح متوازنا ورصينا إلى درجة كبيرة بحيث إنه لن يتطلب المزيد من القوانين التنظيمية. سيكون أبطأ وأقرب إلى التدبر عند اتخاذ قراراته. وسيكون أكثر تركيزا على الأمد الطولي، وعلى سمعته مع الجمهور– وهو ما يغلب أن يقوم به كبار السن. وربما حتى سيعمل على خدمة الاقتصاد، بدلا من أن يقوم الاقتصاد بخدمته. لكن من باب الاحتياط، يجب تفكيك هيئة الأوراق المالية والبورصات، وأن يعاد إنشاؤها على شكل شركة ربحية. وحتى يصبح من الممكن لهذا الجهاز التنظيمي أن يزرع الخوف والكراهية في نفوس الناس، سوف نطلق عليه :جولدمان ساكس:. وستدفع له الحكومة رسما مقابل كل امرأة عجوز يتم اكتشافها وهي تقوم بارتكاب جريمة مالية. وسيسمح لجولدمان ساكس بأن يدفع أية رواتب يريدها إلى موظفيه، أي الرجال النشطاء الذين يتم الإمساك بهم وهم يزورون شهادات ميلادهم ويحاولون الحصول على وظائف في وول ستريت قبل أن يلغوا الخامسة والثلاثين من العمر. بطبيعة الحال، في البداية، حين يقال لهم إنهم لا بد أن يصبحوا من العاملين في جهاز التنظيم المالي، فإن هؤلاء الشباب الطموحين سوف يصرخون ويعترضون، وربما حتى يجهشوا بالبكاء. لكنهم سوف يتوصلون في النهاية إلى طريقة للاستفادة من الموقف. فهم يفعلون ذلك دائما. وقبل مرور فترة طويلة ربما نجد أن العاملين في الجهاز التنظيمي لدينا يتلقون حتى رواتب أفضل من الناس الذين يعملون في وول ستريت. ومن يدري؟ حين يصلون إلى سن الخامسة والثلاثين ويصبحون لائقين للعمل في وظائف وول ستريت، ربما يقرر الواحد منهم أيضا أنه لا توجد وظيفة أسمى من المحافظة على النظام والإنصاف في وول ستريت.