تدور شكوك في أوساط حركة طالبان الأفغانية أن الملا أختر محمد منصور، الذي أعلن قبل أيام أنه الزعيم الجديد للحركة خلفاً لزعيمها التاريخي الملا عمر، قد يكون دبر موت الملا عمر بعد خلافات بين الاثنين حول رؤى قيادة التنظيم. وأعلنت أفغانستان في 29 الشهر الماضي وفاة الملا عمر قبل يوم من موعد جولة ثانية بين محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية والحركة برعاية باكستانية. وعمل الملا منصور نائباً للملا عمر حتى وفاته. وقال مصدر قريب من عائلة الملا عمر ل«اليوم» إن العائلة وقادة في الحركة يعارضون الملا منصور ويتهمونه بتدبير موت الملا عمر، لاختلاف الرؤى السياسية، أو للرغبة بزعامة التنظيم. وأضاف أن غضباً يدور في أوساط الفصيل المعارض لمنصور، لترويج أن الملا عمر قد فارق الحياة منذ سنتين. وأعلنت الحركة في بيان يوم 31 يوليو الماضي في موقعها الالكتروني أن «مجلس الشورى» اجتمع مع العلماء والشيوخ وعين الملا اختر محمد منصور «أميرا على إمارة أفغانستان الإسلامية»، وأنه «أهل للثقة»" وقادر على «تحمل المسؤوليات الجسام». ودعا الملا منصور، في خطاب التتويج بعد يومين من إعلان وفاة الملا عمر، إلى «وحدة الصف» في الحركة وحذر من أن «الانقسامات في صفوفنا لا تخدم سوى أعدائنا وتسبب لنا الضرر». ويسعى الملا منصور إلى الاستمرار في محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية برعاية باكستانية، فيما يعارض فصيل متشدد آخر يدعم خط الملا عمر وعائلته المفاوضات وربما يراها متسرعة. وأشار المصدر إلى أن عائلة الملا عمر ممثلة بابنه الملا يعقوب والملا عبدالمنان الشقيق الأصغر للملا عمر، وقادة آخرين في الحركة، يضغطون على مجلس الشورى لإقصاء الملا منصور، واختيار الملا يعقوب أو عبدالمنان أميراً. وفي كل الأحوال يسعون إلى عقد اجتماع للمجلس لبحث مسألة إمارة الملا منصور. ولا يعرف عما إذا كانت هذه المساعي ستجد قبولاً لدى الأجنحة الموالية للزعيم الجديد لطالبان. وواضح أن أجنحة حركة طالبان تنخرط في صراع مصالح داخلي ومحاور قبلية أكثر من اختلافات الرؤى الأيديولوجية والمسارات السياسية. ويحاول جناح عائلة الملا عمر، تلطيخ الملا منصور بالخيانة، بنشر الشكوك حول طبيعة موت الملا عمر، وأنه قد اغتيل على يدي الملا منصور، وأن الأخير يروج لموت عمر منذ سنتين. وانه استغل منصبه في الحركة ونشط في مفاوضات سرية مع الحكومة. واتهامات أخرى تطعن في ذمة الملا منصور. ولم يستبعد المصدر حصول انشقاقات في الحركة في الأيام المقبلة. والصراع داخل طالبان بلغ حدة أدت بزعيم باكستاني متشدد مؤيد لطالبان أفغانستان وطالبان باكستان، إلى أن يعرض وساطته بين الجانبين. ونقلت رويترز قبل أيام عن مولانا سميع الحق الذي يعرف بأنه «أبو حركة طالبان» قوله إنه يسعى لتنظيم اجتماع بين الأجنحة المتصارعة في طالبان، بوجود علماء دين طالبانيين، للتوصل إلى اتفاق سلام. وقال: إنه سبق أن دعا الملا منصور إلى أن يجلس مع منافسيه ويناقش معهم اعتراضاتهم على قيادته. وولد الملا عمر عام 1969 وتزعم حركة طالبان أثناء حكمها لأفغانستان من عام 1996 إلى عام 2001 حيث أطاح بها غزو أمريكي لأفغانستان، ولجأ إلى مع أتباعه إلى الجبال للاختفاء من الجنود الغربيين والأفغان الذين يسعون للقبض عليه إلى أن أعلن نبأ وفاته يوم 29 يوليو الماضي.