في ظهر يوم الخميس هز تفجير إرهابي مدينة أبها في منطقة عسير. التفجير الغاشم استهدف مسجدا بمقر قوات الطوارئ التابعة لوزارة الداخلية. وبعد التفجير بعدة ساعات تلقيت اتصالا من (وكالة الأسوشيدت برس) لمعرفة حيثيات هذا العمل الإرهابي. وحيث إن المعلومات لم تكن واضحة بعد, فقد قمت بالإجابة عن سؤال واحد فقط. وقد كان السؤال الموجه لي هو: ما تأثير هذا العمل الإرهابي على معنويات منسوبي قوات الطوارئ؟ بعد سماعي للسؤال رددت دون تردد بأن هذه الأعمال لا تزيد فقط من وطنية منسوبي قوات الطوارئ فحسب, ولكنها تزيد وطنية وغيرة كل مواطن من هذا البلد. هذه الأعمال الإرهابية توسع مدارك كل جندي. تجعله متيقظا دائما وتجعله يأخذ كل فترة تدريبية بجد واجتهاد وتجعله أكثر أمانا لأنه في نهاية المطاف يعرف أن كل مواطن يقف خلفه ويشد من أزره. مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة التي تم تنفيذها في هدف هو في الحقيقة بيت من بيوت الله, تجعل منسوب قوات الطوارئ أكثر غيرة على دينه وتجعله أكثر وفاء وولاء لولاة أمره. وبيت القصيد هو أن هذه البلاد لديها جنود مخلصون ومستعدون للتضحية فداء لوطنهم في اي وقت وزمان. والتاريخ يشهد بأن هذا الوطن يخرج أقوى مما كان عليه بعد انتهاء أي حدث مهما كان حجمه. فقوات طوارئ أو أي قوات أخرى الكل مستعد. وهذا البلد الطاهر سيبقى شامخا رغم أنف كل من تسول له نفسه المساس بتراب هذا الوطن. نعم التفجير كان في أبها بمنطقة عسير, ولكن من تم المساس بهم في الحقيقة هم كل مواطن يعيش في هذا الوطن. ولكن ما أحزن الكل هو أن هذا الاعتداء وما سبقه من هجمات إرهابية على مساجد في بلادنا الغالية لم يأت من أعداء. ولكن كل هذه الهجمات الجبانة اقترفتها أياد من أبناء هذا الوطن. وفي السابق كنا نقول مغررا بهم, ولكن الآن يجب أن نقول إنهم أعداء الدين والوطن والإنسانية. فهؤلاء شياطين يريدون زعزعة الأمن في بلاد الحرمين. وفي هذا الوقت لا نحتاج لرؤية ما خارج الحدود, بل إننا نرى أفواها من عندنا متعاطفة مع هؤلاء الإرهابيين وتؤلبهم ضد الوطن وتلتمس لهم العذر. وهؤلاء قد يكونون أخطر من الإرهابي نفسه. نراهم في الليل والنهار يعلنونها صراحة بتعاطفهم مع هؤلاء الإرهابيين. فهؤلاء يجب محاسبتهم حسابا عسيرا. ويجب أن تكون هناك حملة وطنية لمعرفة صاحب أي فكر شاذ وإبعادهم عن مقاعد دراسة أبنائنا وإبعادهم عن أي منبر إعلامي. فوقت الحديث العاطفي انتهى. ووقت توجيه الأصابع لأياد خارجية لا يجدي نفعا في ظل هذه العمليات ونوعياتها. ففي الأحداث الإرهابية الأخيرة كان كل إرهابي هو ابن لنا ولكنه عدو لنا. كلمة مغرر بهم انتهت ولا بد من الحزم, ولا شيء غيره ينفع مع تلك الفئة. فما يحدث ليس خطط أعداء, بل هو غدر أبناء.