ابتعدوا عن أسرهم وذويهم, منذ ان أعلنت المملكة حربها مع قوات التحالف ضد ميليشيات الحوثي وقوات صالح, تلبية لنداء الوطن لإحقاق الحق وعودة الشرعية في الشقيقة اليمن. إنهم رجال القوات المسلحة السعودية بكل تشكيلاتها, مواقفهم أزلية لنصرة الحق في كل الدول, منذ حرب فلسطين عام 1948, حتى يومنا هذا. بذلوا الغالي والنفيس لنصرة الاشقاء في اليمن, ولقنوا جماعة الحوثي وصالح درسا قاسيا، ساهموا مع رجال المقاومة الشعبية في تحرير عدن من ميليشيات الحوثي وعلي عبدالله صالح وحققوا انتصارات متتالية، أدت إلى فرار هذه الميليشيات إلى البحر واتجاهها الى جيبوتي. حيث عمت الأفراح شوارع وميادين عدن, وهو ما اعتبره الشعب انطلاقة كبرى نحو تحرير اليمن من الاستعمار الفارسي متمثلا في أدواته التي خرجت على الشرعية ودمرت مؤسسات الدولة من أجل احتلال اليمن السعيد. طائرات القوات السعودية هبطت في مطار عدن, لتكون أول طائرة تحط في مطار المدينة بعد أيام من تحريرها من المتمردين الحوثيين, وبعد 4 شهور من القتال بين لجان المقاومة الشعبية المؤيدة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من جهة، والحوثيين وميليشيات علي عبدالله صالح من جهة ثانية حاملة معها أطنانا من المساعدات الغذائية والطبية للشعب اليمني من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. سجدوا شكراً لله - تعالى - واحتضنوا أشقاءهم اليمنيين, وحملوا الاطفال وقدموا لهم الهدايا التي افتقدوها في فرحتهم بعيد المسلمين عيد الفطر المبارك. في الشارع اليمني خرجت جموع من الشعب اليمني إلى الساحات للتعبير عن فرحتها بالنصر العظيم، وملأت الزغاريد والالعاب النارية الشوارع، إضافة إلى التكبير والتهليل. ورفع المحتفلون صور الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين وسمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات، معربين عن شكرهم لإنقاذ أهالي عدن من إرهاب الحوثيين وصالح. وأكد سياسيون يمنيون ل "اليوم" ان القوات السعودية كسرت الشعارات الزائفة للحوثيين واتباعهم, بعد ان أطلقوا ان اليمن مقبرة للغزاة - حسب تعبيرهم - وأن تحرير عدن يُعد بداية الغيث لتحرير اليمن بالكامل من الحوثيين وقوات صالح. مشيرين الى ان على عاتق القوة السعودية في الأيام المقبلة القيام ببناء جيش يمني وطني وليس عائليا للحفاظ والدفاع عن أمن واستقرار اليمن. وقال أستاذ العلوم السياسية وإدارة الأزمات بجامعة الحديدة باليمن الدكتور نبيل الشرجبي: "من المعروف في الأوساط الانقلابية انهم كانوا يرددون شعارات مثل: اليمن مقبرة الغزاة, وعندما تم إنزال أول أفواج المقاومة الشعبية معززة بقوات النخبة السعودية تراجعت كل تلك الشعارات وغيرها مثلما تراجعت جحافل الانقلابين من مدينة عدن وكثير من المناطق المجاورة. بل إن الانقلابيين الحوثيين وصالح لم يقوموا بأي عملية مواجهة مع قوات المقاومة وقوات النخبة السعودية, وهذه القوات التي استطاعت أن تقوم بتحرير أغلب مدينة عدن في أقل من 24 ساعة, وهو أمر فاجأ الجميع في الداخل والخارج وهو أمر يدل على صلابة وقوة وحسن تدريب لدى قوات النخبة السعودية والمقاومة وزيف شعارات وقلة خبرة عسكرية لدى الانقلابيين". وأضاف "الشرجبي": "دخول قوات النخبة السعودية وقوات المقاومة عدن, عمل على تغيير الكثير من المعادلات العسكرية والسياسية على الأرض فمثلا: تطبع كثير من الأوضاع الأمنية في عدن بداء الاستقرار ووصول وزراء لممارسة عملهم ووصول قوافل المساعدات بمختلف أشكالها وحصول إمكانية تجميع أعداد أخرى لتدريبهم للقيام بعملية مقاومة وتحرير كثير من المحافظات اليمنية مثل لحج وأبين والضالع وتعز. والأمر المتوقع أن يقع على عاتق القوات السعودية في الأيام المقبلة هو القيام ببناء جيش يمني وطني وليس عائليا للحفاظ والدفاع عن أمن واستقرار اليمن". وقال المحلل السياسي اليمني الدكتور فارس البيل: "إن قوات التحالف بعملياتها الواسعة استطاعت وعبر المقاومة الشعبية وإسنادها الدائم, وتأهيلها المستمر أن تحقق أهم الانتصارات وبوابتها, وتخليص عدن من ميليشيات الحوثي وصالح. وهذه العملية في الطريق بوضوح نحو إعادة المشهد السياسي اليمني لقوامه الصحيح ومؤسساته بعيدا عن الاشخاص, والمهم الآن إعادة هيكلة الدولة وتطبيع إحداثياتها المنهارة وإعادة سلمها الطبيعي بعد ان أوغل الحوثيون فيها ودمروا تماما بنية الدولة ومعنوياتها وقدراتها وطبيعتها". وأضاف "البيل": "التحالف باستراتيجيته الواضحة ومسئوليته الكاملة يخطو خطوة أخرى صحيحة باتجاه هذا الهدف. فكثيرا ما تكون الحروب آخر الالتزامات وليس بعدها من أمر , لكن التحالف بقيادة المملكة يستخدم القوة لردع المتمردين لإسناد الدولة اليمنية، ثم لا ينسى تنميتها وإعادة تأهيلها وهذا أمر في غاية الاهمية والدلالة. فالبناء أهم من الحرب, والتنمية وإعادة تطبيع الحياة هي المخرج الآمن لسلامة اليمن واليمنيين, واذا ما استمرت المملكة والتحالف في هذا الامر , سنكون قد ضمنا يمناً سليماً معافى يخرج من هذه الأزمة نحو النور والاستقرار ومن ثم الرخاء. والمملكة كسرت العقدة, ووصول الطائرات الى عدن بداية الغيث, وتبقى مواصلة التحرير والدعم جنبا الى جنب حينها يكون اليمن في بداية العافية". جندي سعودي يؤمن نزول المؤن صورة للذكرى مع طفلة يمنية أمام مطار عدن المحرر لفتة إنسانية من جندي سعودي يحمل طفلة يمنية