واصلت طائرات قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن دك مواقع الحوثيين في صعدة، وشنت غارات على موقع الميليشيات في شمال المحافظة، ودمرت مجمعاً حكومياً حوله الحوثيون إلى مستودع أسلحة في الملاحيظ. جاء ذلك بعد ساعات من إلقاء طائرات التحالف منشورات على صعدة، حضت فيها المدنيين على المغادرة. وأعلنت قوات التحالف أن الطرق الرئيسة مفتوحة لمغادرة المدنيين صعدة حتى المغيب. وأكدت أن كل صعدة هدف عسكري اعتباراً من الساعة السابعة مساء (أمس). ودعت المدنيين في صعدة إلى مغادرتها قبل انتهاء المهلة. وأكد المتحدث الرسمي لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري، أن السعودية في حال دفاع عن النفس. وأوضح خلال مؤتمر صحافي عقد في الرياض أمس، أن ميليشيات الحوثي لجأت إلى ضرب المدنيين السعوديين، واستجابتها لكل المبادرات كانت سلبية، مؤكداً: «نقوم بجهد لمنع تهديد السعودية ومواصلة عملياتنا لإعادة الأمل، وعملياتنا تطورت لحماية المواطن السعودي والمواطن اليمني». (راجع ص7) وأشار إلى أن القوات استهدفت أماكن إطلاق الصواريخ التابعة للحوثيين، وأيضاً مراكز السيطرة والتحكم والاتصال التابعة لهم، إضافة إلى أنها نفذت عمليات دعم في عدن للقوات المؤيدة للشرعية، واستهداف المدرجات لمنع إعادة تموين الحوثيين. ولفت عسيري إلى أن القوات السعودية، بمشاركة قوات التحالف، قامت بعمليات على الحدود السعودية مع اليمن. وشدد على أن خيار التدخل البري في اليمن مطروح، لكنه لم يحدث حتى الآن، ولن يكون هناك توغل في الأراضي اليمنية. وكانت قوات التحالف دمرت، فجراً، مقر قيادة الميليشيات في ساقين بصعدة، ومجمع اتصالات المثلث بشكل تام، ومركزين للتحكم والسيطرة في بني معاذ في صعدة معقل الحوثيين، ومصنع ألغام في صعدة القديمة، ومركز قيادة للميليشيات في مذاب الصفراء. وأعلن عسيري أن ميليشيات الحوثي التي استهدفت المدن الحدودية السعودية ستجد من الشدة والحزم في العمليات العسكرية التي تجددت ليل أمس ما لم تجده في عملية «عاصفة الحزم» ذاتها، وقال عسيري في مؤتمر صحافي عقده أمس: «نقوم الآن بعمل مزدوج، إذ إننا نعمل على إعادة الأمل بالتوازي مع الدفاع عن النفس»، مشيراً إلى أن هذا الازدواج لم ولن يؤثر في دعم المقاومة الشعبية في داخل اليمن. وأعلن أن القوات السعودية استهدفت مواقع إطلاق صواريخ الحوثيين في صعدة ومران، كما استهدفت مواقع القيادة والسيطرة للحوثيين، وقال: «الحوثيون يستولون على مدارس ومستشفيات ومقرات حكومية، ويحولونها قسراً إلى مقرات للقيادة والسيطرة. نحن نستهدف هذه المقرات لمنع الحوثيين من استهداف المدن السعودية على الحدود مع اليمن». وشدد المتحدث باسم قوات التحالف على الالتزام الأخلاقي لقوات التحالف تجاه المدنيين، وقال رداً على سؤال حول ما إذا كانت المهلة ستعطي الحوثيين فرصة لمغادرة صعدة ومران: «نحن ملتزمون أخلاقياً للمحافظة على أرواح المدنيين، نراقب الوضع على الأرض ونستهدف في قصفنا تجمعات عربات الحوثيين في أطراف صعدة». ونفى توغل قوات برية سعودية داخل اليمن، مشيراً إلى أنه لا يستبعد مثل هذا الإجراء لإخماد مصادر إطلاق الصواريخ على المدن السعودية، وقال: «نحن في حالة دفاع عن النفس ومن حقنا القيام بذلك إذا استدعى الأمر مثل هذا الإجراء». وأشار عسيري رداً على سؤال حول بناء قوات المقاومة الشعبية في اليمن إلى أن «بناء قوات عسكرية بجاهزية عالية يحتاج لوقت. نحن ماضون في بناء قوات مقاومة من اليمنيين والقوات الموالية للشرعية»، مشيراً إلى أن قوات التحالف استهدفت مدرجاً للطيران في عتق لمنح الحوثيين من الاستفادة منه. إلى ذلك، انتهت المهلة التي حددتها قوات التحالف العربي لمغادرة أهالي صعدة ومران لمدينتيهما مساء أمس، لتصبح المدينتان هدفين عسكريين لغارات قوات التحالف، التي أعلنت قيادتها أن قواتها دمرت مقراً لقيادة الحوثيين بمنطقة ضحيان شمال صعدة، مؤكدة أن كامل مدينة صعدة أصبح هدفاً عسكرياً لضربات التحالف اعتباراً من الساعة السابقة من مساء أمس (الجمعة). وكانت قوات التحالف أعلنت أنها أسقطت منشورات على أهالي صعدة تدعوهم لمغادرة المدينة قبل غروب شمس أمس، وأعلنت أن جميع الطرق الرئيسية في صعدة ستكون متاحة لمغادرة المدينة قبل السابعة مساء، فيما شهدت صعدة القديمة نزوحاً كبيراً منذ صباح أمس. وعلى الحدود السعودية - اليمنية تمكنت القوات السعودية أمس من قتل ستة من عناصر الحوثي قرب منفذ علب الحدودي، فيما دمرت قوات الحرس الوطني المشاركة في حماية الحدود أربع منصات للصواريخ الحوثية على مقربة من قطاع نجران الحدودي. وأطلقت راجمات الصواريخ السعودية أمس موجات من الصواريخ على مواقع الحوثيين المتاخمة للحدود، فيما واصلت المدفعية السعودية قصف تجمعات الحوثيين بالقرب من الحدود السعودية في قطاعي جازانونجران، وذلك بمشاركة طائرات الأباتشي التي نفذت عدداً من الطلعات الجوية، استهدفت خلالها تحركات الحوثيين في المناطق الحدودية السعودية. وكانت طائرات التحالف العربي حلقت مساء أمس بكثافة في مدينة صعدة المعقل الأهم للحوثيين، فيما اخترقت طائرات أخرى حاجز الصوت فوق مواقع في مران. سياسياً التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في الرياض أمس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ، بحضور رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح، وشرح له التطورات السياسية في بلاده وقال: «إن جميع اليمنيين بمختلف قواهم السياسية، بذلوا كل ما يمكن بذله لأجل تجنيب البلاد الحرب وحماية السلم الاجتماعي، إلا أن الجماعة الانقلابية لم تترك لنا وللعالم إلا خيار مواجهتهم لحماية الشعب اليمني وآماله وأحلامه في العيش بأمن وأمان»، مؤكداً حرص الحكومة الشرعية على حماية الشعب اليمني وتحسين ظروفه المعيشية في هذا الظرف الإنساني الصعب الذي تعيشه معظم المحافظات اليمنية، وخصوصاً محافظة عدن. ودان الرئيس اليمني ما قامت به الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لصالح من مجزرة بحق المدنيين في منطقة التواهي بمحافظة عدن، إذ استهدفت تلك الميليشيات المدنيين في سابقة بشعة، قتل إثرها ما يقارب ال50 شخصاً من الأطفال والنساء والعزل، الذين كانوا ينزحون على مركب صغير من ميناء التواهي، إذ تم قصفهم بالدبابات بشكل مباشر ومتعمد، واصفاً المقاومة اليمنية ب«الأسطورة، التي يسطرها أبناء محافظاتعدن، وأبين، وشبوة، وتعز، ومأرب، والبيضاء، وعموم الشعب اليمني في مختلف المحافظات لمواجهة الميليشيات الانقلابية». كما استعرض هادي، مع المبعوث الأممي، التطورات المتعلقة بالمشهد السياسي، والتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر الرياض، وكيفية تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات العلاقة بالشأن اليمني، ودور الأممالمتحدة في تحقيق الأمن والسلم. وأكد ولد الشيخ، «دعم الأممالمتحدة والتزامها بدعم الشرعية الدستورية في اليمن، ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي، والحفاظ على وحدة وأمن واستقرار اليمن، واستكمال العملية السياسية وفقاً للمرجعيات الأساسية، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216». وكان المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد عسيري ذكر أن قوات التحالف ستتخذ الإجراءات اللازمة والكفيلة بردع جماعة الحوثي من استهداف المدن السعودية على الحدود مع اليمن، مشيراً إلى أن طيران التحالف سيستهدف جميع قيادات الحوثيين وكل من شارك في قصف المدن السعودية، مشيراً إلى أن الحوثيين سيدفعون ثمن ما قاموا به تجاه السعودية. وأعلن عسيري أن الحوثيين سيدفعون ثمن تجاوزهم الخطوط الحمراء، وأن «المعادلة اختلفت الآن، إذ كان الهدف سابقاً إعادة الشرعية، لكن الحوثيين قاموا بخطأ كبير واستهدفوا المدن السعودية».