هذه الظاهرة المقيتة التي بدأت تستشري بين الناس في الآونة الأخيرة بات لزاما على الجميع محاربتها وتسليط الأضواء عليها؛ نظرا لحجم الخسائر الناجمة عنها معنوية كانت أم مادية. مصطلح الكيدية أو دعوى كيدية صارت تروق لمن لا يستطيع مجاراة الآخرين ومقارعتهم بندية متساوية، فاستسهل نصب المكائد لعباد الله وبكل الأنواع مما يتسبب بضرر على الفرد وأسرته ومجتمعه بالتأكيد، راح الكائد يشغل دوائر القضاء بأمور لا تلبث أن تتضح للعيان وتكون وبالا عليه وخزيا من الله ثم عباده، البعض يتفنن في كيل الاتهامات وبكل الاتجاهات يجازف بكرامات الناس دون وازع ديني يردعه عن ذلك، وحصاده طلاق هنا وابعاد هناك، حبس، تشرد لأطفال هناك والقائمة لا تنتهي. ليس أسهل على مرضى النفوس من الايقاع بعباد الله والإساءة لهم بشكوى تنطلق بعدها حلقات بعد أخرى لتضعك أنت ومن حولك في دوامة أو مشكلة لا حدود لها، وعند وضوح الأمر واكتشاف أن الدعوى كيدية ورغم ما أصابك من عناء وشقاء وتعاسة تنهال عليك الدعوات والرغبات والأماني والتمني بان تصفح عن من غُرِّر به أو سُفِّه به، ويبدأ بتذكيرك بأن العفو عند المقدرة وأن القصد كذا وليس كذا، وتبدأ الولائم والعزائم والزيارات والشفاعات، كل ذلك لتصفح عن الكائد بك وهذه من شيم العرب، ولأن شيم العرب تستغل في أوقات الذروة فقط أما بقية الأوقات فتختفي تلك الشيم عند الأشرار. وفي نهاية الأمر تكتفي بان تحتسب عند الله بدلا من مقاضاته والدخول في أروقة القضاء لأن ذلك سيكون مستهلكا لوقتك وجهدك، إن من يكيدون بلا شك يرتكبون إثما في حق أنفسهم وجرما في حق الآخرين، وكلنا أمل في أن يضيف المشرِّع عقوبة قاسية ومنها التشهير بكل كائد، وإن يضيء علماء النفس والإعلاميون على هذه الظاهرة البشعة ومحاربة كل من يريد المساس بخلق الله الآمنين. * استشاري إدارة تشغيل المستشفيات وبرامج الرعاية الصحيّة