لم يكن الفضاء الإعلامي المباح لكل طيف، وعقل، ولسان إلا مساحة أدّت إلى "الفوضى الخرّاصة".. وحين يعتلي بعض النخّاسين منابر إعلامية يبرز طرحهم المملوء بالغيض، والمغتص بالحقد تجاه الآخر.. فيلفظ ما لقمه من السوء في غابر عمره.. يأتيك هيكل عظمي يتحدث عن السمنة.. ويقفز أمامك «هرطوقيا» إعلاميا يرمي بأقاويل فارغة، وأحاديث صارفة، وعبارات طارفة تجاه المملكة.. فبوصلته حينئذ توجهت نحو العدائية، ونحو الاتجاه إلى معسكره الصفوي المفضل.. فحالة الببغائية التي عاشها «الهيكل العظمي» هي حالة تجارية سياحية متاحة للبيع والشراء في أي وقت يرغب طرف ما.. لقد خرج هذا الهرطوق الاعلامي من قمقمه الذي عزل فيه سنوات طويلة وتم نسيانه، ونال مساحة برامجية ثرثر فيها ما ثرثر، وغالط فيها ما غالط، وكذب ما كذب.. إلى أن بدأت لديه المراهقة السياسية ببث اللغط والاساطير.. فكشف عن ساقيّ عقله.. وتعرت ذمته.. وقدم نفسه كسايس لشيطانه لا سياسي.. ويبدو أن خضرمة السنين ضيقت عليه رشده حين لف ودار وتعرج وعاد إلى القذف السياسي الاعلامي فوصل إلى التعرض والتطاول على المملكة ورموزها وسياستها ومصالحها فكان يضع نفسه حكواتيا مجّت منه جماعته، وملّت منه شرذمته.. لم يكن هيكل أو أمثاله من أناس معتبرين فهو أراجوز إعلامي يملأ رغباته بالتقلبات والمزاجية في طرحه الفاضي وهذا ما عرف عنه وعرفه الكل بذلك.. فمن الطبيعي ان يكون في صف واسعي الذمم. أما الديماغوجي المالكي الذي يتفنن ويتمايل ويزايد ويغالط بمجموعة من الأساليب والخطابات والمناورات والحيل السياسية التي يلجأ إليها دوما في مواسم مختلفة ومختلة لبث الزيف، وصناعة الأثر، وتمرير الرسائل لإغراء بعض القطيع "مالته".. ونتذكر ما جاء به من وعود كاذبة وخداعة كانت ظاهرية خادع بها الشعب العراقي.. وهو الملتوي المتغطي بعباءة الصفوية المجوسية.. وفي باطنه وهو الباطني لم يكن همه إلا الوصول إلى الحكم.. ولعل قذفه خارج المشهد السياسي جعل منه أهبل.. لدرجة أنه يجعل قناته وقناة حزبه وطائفته ليقول فيها كل الهراء والترهات. وآلمه الحراك السعودي السياسي الذي أزعج أسياده في طهران لينزعج معهم ويعبر عنهم. فاستخدم أساليب السفسطة واللعب على مشاعر ومخاوف الشعوب بالكلام غير المباح في الواقع العراقي المستباح بالدماء.. وبالآلة الحربية الصفوية التي ادخلها هو وحزبه وقطيعه معه. حين يسقط هذا المالكي وذاك الهيكل في اتجاه واحد من منطق ومنطلق واحد فيتماهيان في مضمون وشكل الخطاب المطروح.. ندرك أن هذا الصراخ كان بحجم الألم.. وبحجم فقدان المصالح.. وبحجم انقطاع المنافع.. وحين يتحدث المتأزمون عن المملكة فالمملكة تعمل وتفعل.. والمملكة بسياسة الرشد تعلم مقام كل منهما ومكانتهما المتدنية التي يجب ان يكونا فيها وستضعهما في خانة البؤس والصراخ وغيرهما كثر.. فالطبل سيد الرقص.. ولهما وأمثالهم في ذلك أشباه.