في مثل هذه الحملات العسكرية، تدور رحى الآلة الإعلامية في كل الاتجاهات، وتعمل بكل طاقاتها الممكنة، مستغلة أدواتها المتاحة، وحتى غير المتاحة، فتكون أطراف هذه المواجهة في ساحة وموقعة أخرى سلاحها المحتوى الإعلامي بكل ما فيه. الوسائل الإعلامية المختلفة هي الأخرى في عواصف وأعاصير، ومن كان على الحق ويدافع عن الشرعية وأمنه وحقوق الآخرين هو في حزم وعزم، كما هو الحال مع مملكتنا الغالية مملكة الحزم، وملك العزم. فوسائلنا الإعلامية واضحة المحتوى، وبارزة المضمون وصادقة القول، وواثقة المعلومة.. ومن كان في جانب الباطل: كالانقلابين الحوثيين وقطعانهم في إيران، وبعض البلاد العربية، فهم يسوقون وسائلهم الإعلامية باتجاه إعلام مرتبك وكثيف الأباطيل، ومضامين مزيفة، ومحتوى خائب.. من يتابع بعض الوسائل الصفوية الباطلة، وقطيعها من قنوات الإضلال، والتكسب والبيع، يجدها تقذف بكميات من الأكاذيب، والافتراءات، وصناعة محتوى مشوه ومشتت، حتى تكاد تلك الوسيلة تبلل نفسها من الكذب والإثارة.. وتقدم أجندتها وتوجهها بشكل مفضوح، وتعبث بنظريات الإعلام كلها، فيكون التأطير لديها تأطيرا مختنقا من التشويه، ومثقوبا من التمويه فتنكشف بسهولة.. وسائل الباطل تلك تجدها تتابعنا وتتلقط بعض أطروحاتنا وتحرفها في حالة مزرية.. وتجدها في أحوالنا تلك وتفوقنا الإعلامي تجدها كماكينة لصناعة القصص والحكايات الفارغة، وفبركة الصور المنحرفة، وتركيب المقاطع المستهلكة.. ومن جهة أخرى، تجد بعض مقدميها يوظفون أنفسهم لموضوعات التشكيك، والتخريف، والتصريف، والتسليك.. ويخاطبون رعاع الناس والدهماء بينهم، ويحاولون تمرير رسائل الحقد والحسد، ويعبرون عن كراهية داخلهم، ويغالطون ويبدلون الحقائق مع أن سيرتهم مكشوفة، وتقلباتهم محفوظة لدينا، وثمنهم معروف لديهم.. لقد أبرزت قنوات الخيبة الحوثية والصفوية المجوسية كوسائل خاسرة من شدة كذبهم، وشائعاتهم، وارتباكهم، فلم تترك فرصة حتى للمتلقي الذي يتابعها أن يداخله شيء من التفكير والتصديق لأي محتوى.. لأن فلسفتها لم تقم إلا على التوجيه السياسي وليس العمل الإعلامي.. فالناس الذين يشاهدونها ويستمعون لها يفاجأون بواقع مختلف تماما عما تمليه قنواتهم تلك فتزداد عدم الثقة بهم.. وليس مستغربا أن يقتات بعض المرتزقة وتجدهم "يتناقزون" من استديو إلى استديو، ومن مداخلة إلى مداخلة وخطابهم أحادي لا يمثل إلا مشاعر وانفعالات وأمنيات يحاولون خداع قطعانهم، واللعب بالعزف على مشاعرهم.. فيستدعون قضايا لإقحامها في قضايا.. واستشهادات مائلة في استشهادات لا تماثلها.. ومقارنات مختلة كل ذلك لأجل مزيد من الكذب و"الالتهاب الاعلامي". ولا يمكن أن تستثنى وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات المجتمعية التي تمثل جبهة إعلامية تأتي بقذائف الشائعات المبلبلة، والتي يمررها بعض مجتمعنا لهفة وهوسا بالسبق، وهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون يسهمون بما يخدم كل متربص وحاقد.. ويحاول طرف الباطل بأن يمرر من خلالها صورا ومشاهد غير واقعية، ويمررون عبرها مزيدا من التوجس، والترهيب، والتخويف، والتشكيك، والتثبيط.. ختام القول: قوة السلاح والفعل هي الأسلوب الأمثل عوضا عن بعض الحوارات الورقية والإعلامية.. القوة تجلب القوة.. ويخسر من يثرثر.. وعاصفة الإعلام تثير نقعا كثيرا، وعلينا فهمه، وتلقيه بدراية لذا يتوجب علينا متابعة المشاهد الإعلامية وكل محتوى إعلامي بعين بصيرة، تتناغم مع فهمنا العقلي، وبتأن واع، وبحسن ظن لوسائلنا، وسوء ظن لوسائلهم.. وعلى كل فرد أن يعرف أنه مجند في مثل تلك الأوقات ويخدم دينه وبلاده عبر نقل الحقائق المؤكدة، وترك الأرجاف والتعجل، والابتعاد عن تمرير الرسائل والصور، والمقاطع المفبركة وغير الموثوقة، وإعمال العقل لدى المهتم بالبحث، والتقصي، والتثبت، والتأكد.. ولغير المهتم بالصمت والهدوء.. * مستشار ومدرب إعلامي