توجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميريكل إلى باريس، أمس الإثنين، لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من أجل رسم الطريق أمام اليونان بعد أن أنهى الناخبون أكثر من خمس سنوات من الصراع على الأزمة برفضهم شروط الدائنين بشأن مساعدات الإنقاذ. وإن الهدف من هذه الزيارة، كما أعلن، يوم الأحد، بعد وقت قصير من إغلاق صناديق الاقتراع في اليونان، هو "لإجراء تقييم مشترك للوضع بعد الاستفتاء اليوناني وللتصدي لمسألة استمرار التعاون الوثيق المشترك بين فرنساوألمانيا في هذه المسألة"، بحسب ما قالت كل من المستشارية في برلين وقصر الإليزيه في باريس في رسائل إلكترونية منفصلة. سوف يجتمعون في تمام الساعة السادسة والنصف مساء، ويلي الاجتماع عشاء عمل. وأجرى كل من ميركل وهولاند مكالمة هاتفية في وقت متأخر من يوم الأحد، بعد أن أظهرت التوقعات أن اليونانيين وقفوا بصورة مدوية إلى جانب رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس وأجابوا الدائنين بالرفض. اتفق الزعيمان على أن قرار الشعب اليوناني ينبغي "أن يتم احترامه" ودعوا إلى اجتماع قمة لقادة منطقة اليورو التسعة عشر ليتم عقدها يوم الثلاثاء. وسوف يساعد قادة أكبر اقتصادين في أوروبا في تحديد استجابة منطقة اليورو لواحدة من أعظم التحديات التي تواجه العملة المشتركة. أما الدعامة الأخرى، البنك المركزي الأوروبي، فهو أيضا بصدد عقد اجتماع يوم الإثنين بوجود قرار منتظر يتعلق بما ينبغي فعله إزاء البنوك اليونانية التي تعتمد على الائتمان الطارئ من المركزي الأوروبي. العواقب الأوروبية قال رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات في بيان له: إن نتيجة الاستفتاء "الصريحة" تحمل نتائج وعواقب ليس فقط لليونان، وإنما أيضا للناس في الدول الدائنة وللمشروع الأوروبي برمته. "لقد سعت الحكومة اليونانية إلى حماية مصالح شعبها مستخدمة الأسلوب الذي تراه مناسبا. يتوقع الناس في الدول الدائنة الآن أن يقوم ممثلوهم بحماية مصالحهم والمصلحة الأوروبية أيضا". وانخفض اليورو في التعاملات المبكرة من يوم الإثنين، بناء على النتيجة. هذه النتيجة سوف تعمل على تقوية وتعزيز حكومة تسيبراس وتوبيخ قادة مثل جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية الذي دعا اليونانيين إلى التصويت بالقبول أو مواجهة خطر الخروج من منطقة اليورو. ونتيجة الاستفتاء، التي ستؤدي إلى تفكك أكثر من خمس سنوات من مكافحة الأزمة، تفرض معضلة وجودية بالنسبة لميركل وزملائها من الزعماء، تدور حول كيفية حل مواجهة متزايدة الحدة مع حكومة اليونان بقيادة حزب سيريزا دون استعداء الناخبين المحليين في ألمانيا وفي أماكن أخرى. مساعدة اليونان قالت إنجريد أرندت-براور، رئيسة اللجنة المالية في مجلس النواب الألماني، إنها تتوقع استدعاء اللجنة، يوم الثلاثاء، للبدء في عملية مساعدة اليونان من خلال حزمة إنقاذ جديدة. لكن تصويت اليونانيين بالرفض يستبعد اتخاذ أي خطوة من هذا القبيل. وقالت أرندت-براور، المشرعة مع التحالف الديموقراطي الاشتراكي الشريك لميركل: "لم يكن أحد يريد تعذيب اليونانيين - نحن لسنا إرهابيين - لكننا نريد مساعدتهم. إن التصويت بالقبول قد يكون بمثابة إشارة إلى الاستعداد للتعاون - بعض الإصلاحات على الأقل للحصول على مساعدات جديدة. أنا لا أرى أي أساس موثوق لمساعدة اليونان الآن، لا شيء على الإطلاق". ومن جانبه، قال كزافييه بيتل، رئيس وزراء لوكسمبرغ وحامل الرئاسة الدورية كل ستة أشهر للاتحاد الأوروبي، في مقابلة أجريت مع وكالة الأنباء الألمانية، إن الأمر متروك لحكومة اليونان لتقديم اقتراحات ملموسة لما هو قادم. وقال أيضا: "أوروبا قوية وأنا متأكد من أننا نحن أيضا سنجد الحلول".