بالأمس الأول كشفت وزارة الداخلية عن استشهاد رقيب أول بحادثة إطلاق النار على رجال الأمن في الطائف، مؤكدة إلقاءها القبض على 3 من المشتبه بهم والعثور بحوزتهم على أعلام لتنظيم الدولة «داعش». أظن جازمًا أن الدواعش هم خوارج عصرنا الحالي، الذين يدّعون الالتزام بالدين الإسلامي وهو منهم براء، ففي عهد الصحابة قتلوا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وقتلوا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- وهم يصلون، وهم الآن يقتلون المصلين في المساجد ويستهدفون رجال الأمن وحماة الوطن ويقتلون الناس بأبشع طرق القتل (التفجير الانتحاري). هؤلاء المغسولة أدمغتهم بالعداء لبلادهم الذين أضحوا أداة لداعش والدول الداعمة له يستخدمونهم ككبش فداء للنيل من استقرار بلادنا ونشر الفوضى والحرب الطائفية بين السنة والشيعة في السعودية. أيها الشاب المُغرر بك أنت تتحمل وزر ما ستفعله من قتل لإخوانك في الدين والعرق والوطن بالتحاقك بالخوارج الكفرة داعش ومن هم على شاكلتهم من التكفيرين، لا يعميك كلامهم المعسول بأنهم يحاربون الكفر، والله إنهم هم الكفرة من خليفتهم المزعوم شُلت أطرافه إلى أصغر خارجي. أيها الشاب السعودي المُغرر بك عُد إلى رشدك وسلم نفسك للجهات الأمنية وساعدهم في الكشف عن أوكار داعش في بلدك، أيها الشاب المُغرر بك يا من يُصوّرون لك بأنك ستفوز بالجنة والحور العين إذا قمت بعمل انتحاري لقتل المسلمين في مساجدهم أو استهدفت رجال الأمن، ألم تسأل أُمراءك الكذابين في داعش أين هم من تحرير المسجد الأقصى من اليهود أو من تحرير الشام من بشار المجرم وعصابته؟! تنظيم داعش الإرهابي ليس جوهر المشكلة، داعش أحد تجليات المشكلة الحقيقية في واقع الأمة الإسلامية التي نعيشها من تفكك وانقسامات وإهمال الإصلاح الداخلي السياسي والاقتصادي لكل بلد، ولذلك فإن المعالجة يجب أن تكون جذرية بتجفيف المنابع الفكرية التي تودي الى داعش وأمثال داعش ،وأن يكون لدينا في السعودية برنامج عمل ضروري للتصدي للجماعات التكفيرية والإرهابية، ويكون بالجهد الفكري والثقافي والإعلامي ونشر الوعي لدى أبنائنا في المنازل والمدارس والجامعات والمساجد وحلقات تحفيظ القرآن ومراقبة ما تبثه القنوات الطائفية من برامج عدائية لكل من يخالفها، والتي ساهمت إلى حد كبير في نشر التطرف بين الشباب. كما أن بعض الدعاة المتشددين ساهم أيضاً في دفع هؤلاء الشباب المغرر بهم إلى طريق التكفير، بالثناء عليهم، واعتبار جهادهم ليس له جزاء إلا الجنة، ومكافأته بالحور العين، إن تاريخ هؤلاء الدواعش المجرمين يتضح لنا بأنهم إما مدمنو مخدرات أو جهلة في علوم الدين ولا يفقهون شيئاً من تعاليمه السمحة أو فقراء أو فاشلون دراسياً استطاع العدو أن يستغلهم، ويلّعب بعقولهم ويوهمهم أن ما يفعلونه هو جهاد، لا والله ليس هذا بالجهاد الذي يُقتل فيه الناس وهم صائمون أو مصلون في المساجد أو حارسون لأمن الوطن، ولهؤلاء نذكرهم بالحديث الشريف «لهَدْمُ الْكَعْبَةِ حَجَرًا حَجَرًا أَهْوَنُ مِنْ قَتْلِ الْمُسْلِمِ» ومعنى الحديث أن من آذى مسلما بغير حق فكأنما هدم بيت اللَّه والحديث الآخر يقول «لزوال الدنيا أهون عند اللَّه من قتل مؤمن بغير حق»، لدي ثقة بأبناء شعبنا الوفي المسلم بأن ليس كل الشباب السعودي المثقف العاقل يكفر ويقاتل أهله وربعه وإخوانه في وطنه الآمن، إنما هؤلاء شرذمة قليلة ستقتلعهم قوة وعزم رجال الداخلية الأشاوس وفقهم الله.