أعلنت تونس، أمس، توقيف ثمانية أشخاص بينهم امرأة للاشتباه في علاقتهم "المباشرة" بالهجوم الدموي الذي استهدف، الجمعة الماضي، فندقا في سوسة، وإنها تتعقب رجلين تدربا في معسكر للجهاديين في ليبيا مع منفذ الهجوم. وقال كمال الجندوبي رئيس خلية الاتصال لهجوم سوسة وهو وزير مكلف بالعلاقة مع المجتمع المدني "بعد إطلاق سراح عدد من المشتبه بهم وصل عدد المعتقلين الآن ثمانية أشخاص من بينهم امرأة." وفي وقت سابقن قال مسؤول أمني: إن تونس اعتقلت ثلاثة مشتبه بهم لكن حملة واسعة شنتها قوات الأمن تمكنت من اعتقال تسعة آخرين. والهجوم على فندق امبريال مرحبا هو أسوأ هجوم دامي في تاريخ تونس الحديث وهو الثاني الذي يستهدف سياحا هذا العام. وحذرت بريطانيا من مزيد الهجمات في تونس ولكنها تعهدت بالرد. وقال الجندوبي، إن وزارة الدخلية بدأت خططها لغلق مساجد خارجة عن القانون وسيطرة الدولة، وقال، إن الحكومة أمهلت حزب التحرير السلفي المعترف به لتغيير قانونه الأساسي بما يلائم الدستور الجديد للبلاد. وأضاف، أن عشرة محققين بريطانيين وصلوا تونس للمشاركة في التحقيقات. من جهته، رفض رئيس حركة النهضة التونسية أي اتهامات لحركته بالمسؤولية المباشرة أو غير المباشرة عن حادث سوسة الإرهابي، واصفا الأمر بأنه يأتي في إطار التجاذبات السياسية ومحاولة التوظيف والاستثمار في المصائب الوطنية التي حلت بتونس. وقال الغنوشي في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية من القاهرة :"هناك عدو يقوم بعمليات تدميرية يستهدف بها الدولة والاقتصاد بل والثورة، وهذا العدو أعلن عن نفسه بوضوح وهو تنظيم داعش.. فلماذا إذن محاولة القفز على النهضة كلما حدثت مصيبة". وأضاف :"الإرهاب هو الذي أسقط حكومتي النهضة عبر عمليات الاغتيال لكل من محمد البراهمي وشكري بلعيد .. والآن يحاكم المتهمون عن قتل الأخير، وعددهم 30 متهما، ولا يوجد بينهم نهضاوي واحد لا كمتهم ولا كشاهد". واتهم الغنوشي الجبهة الشعبية بالوقوف وراء ترويج تلك الاتهامات ضد حركته للخصومة الأيدلوجية بينهما، موضحا :"الجبهة تحاول أن توظف المصائب الوطنية للنيل من خصمها السياسي بطرق غير شريفة". واستنكر الغنوشي ما يردد عن محاولة النهضة إفشال الرئيس السبسي عبر وضع العراقيل أمامه وذلك بعد أن أزيحت من سدة الرئاسة والحكومة في انتخابات العام الماضي، وقال مشددا: " النهضة لا تعمل لإفشال السبسي أو هدمه فنحن في شراكة معه .. السبسي اليوم، ليس رئيس حزب بل رئيس لدولتنا". وعبر رئيس حركة النهضة عن عدم اتفاقه مع مطالب البعض بإقالة حكومة الحبيب الصيد على خلفية الحادث، موضحا :"لا نرى أن الحل اليوم بتونس هو تغيير الحكومة .. لأن الحكومات السابقة عليها حدثت في عهدها أيضا عمليات إرهابية". وأضاف :"العمليات الإرهابية تحدث بكل دولة العالم وفي نفس يوم جريمة سوسة النكراء حدثت عملية إرهابية مماثلة في كل من الكويت وفرنسا، وبالأمس قتل عدد من الجنود المصريين في سيناء .. أي أن الإرهاب آفة ومرض عالمي لا تونسي". إلا أنه عاد وأكد اتفاقه مع ما عبر عنه السبسي بشأن ضرورة إجراء تحقيق حول موطن الخلل الأمني الذي أدى لوقوع الحادث للوقوف عليه ومعالجته، لافتا إلى أن النظر في مطالب البعض بإقالة وزير الداخلية ينبغي أن يتم "بعد تكشف نتائج التحقيقات ومعرفة الحقيقة". وأبدى تفهمه لوجود تخوفات لدى البعض من عودة الدولة البوليسية كما كان الحال في عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، وقال: إن هذه الذريعة الضعيفة لن تتكرر لأنها الدولة البوليسية لم تنجح في الماضي في مقاومة الإرهاب بل إنه استطاع ضربها أكثر من مرة.