قررت وزارة الداخلية التونسية نشر ألف شرطي لحماية الفنادق والمنتجعات السياحية في البلاد، في وقت حذرت بريطانيا من عمليات مسلحة قد تستهدف مناطق سياحية أخرى بعد العملية التي أودت بحياة 39 سائحاً أجنبياً في سوسة، فيما أكد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن بلاده مستعدة ل»تكثيف» تعاونها الأمني مع تونس. وقال وزير الداخلية التونسي ناجم الغرسلي، في مؤتمر صحافي ليل السبت-الأحد، إن الحكومة قررت توفير ألف عنصر أمن للانتشار داخل وخارج المنشآت السياحية، وهو إجراء يتخذ للمرة الأولى في تونس وسيتواصل بعد موسم الصيف طالما تواصلت التهديدات الإرهابيّة. واعتبر الغرسلي بأنه «كان من الممكن القضاء على الإرهابي عقب سقوط الضحية الثالثة أو الرابعة في حال كان هناك أمن كافٍ في الفندق»، معترفاً بوقوع خلل أمني مشترك في التعاطي مع هذه العملية بين أمن الدولة وأمن الفندق»، كما قال. وكان مسلح يبلغ من العمر 23 سنة، قتل 39 سائحاً وجرح العشرات ممن كانوا على الشاطئ وحول حمامات السباحة قبل أن تقتله الشرطة بالرصاص ظهر الجمعة، في هجوم يعتبر الأكثر دموية في تاريخ تونس. وحذرت بريطانيا من احتمال أن يشن متشددون مزيداً من الهجمات على المنتجعات السياحية في تونس بعدما سقط 15 بريطانياً في عداد ضحايا الهجوم. وأفادت الخارجية البريطانية في تحديث لنصائح السفر على موقعها الإلكتروني أن «الهجمات من الممكن أن تكون نُفذت من قبل أفراد غير معروفين للسلطات استلهموا أفعالهم من جماعات إرهابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي». وكتب وزيرا الدفاع والخارجية البريطانيان مايكل فالون وفيليب هاموند في مقالين صحافيين منفصلين أمس، إن جرائم القتل في تونس ستكون عاملاً في رسم سياسات الدفاع والأمن في بريطانيا هذا العام، وستقوّي عزم لندن على التصدي لما وصفاه ب»الخطاب السام للتطرف الإسلامي». ويُتوقّع أن يرتفع عدد البريطانيين الذين تأكد مقتلهم في الهجوم، في وقت ما زال بعض السياح البريطانيين في تونس مفقودين، كما من المقرر أن يعود كثيرون إلى بلادهم اليوم بعدما قطعوا عطلتهم في تونس. وتفيد أرقام وزارة السياحة التونسية أن حوالي 2800 سائح غادروا منطقة سوسة السياحية اثر العملية الإرهابية من بينهم 2200 بريطاني و600 بلجيكي. وكانت وكالة السفر البريطانية أعلنت أمس عن إرسال 10 طائرات إلى تونس لإجلاء 2500 سائح بريطاني، إضافة إلى إلغاء رحلات كانت مبرمجة إلى تونس اثر الحادث. وأشارت وزارة السياحة التونسية إلى أن 4 طائرات أرسلتها السلطات البريطانية لترحيل مواطنيها عادت إلى لندن فارغة بعد تصميم وإصرار السياح البريطانيين على إنهاء عطلتهم في تونس. في نفس السياق يصل وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير اليوم إلى تونس للتباحث والتنسيق مع نظيره التونسي حول مزيد من التعاون في التصدي المشترك للإرهاب. وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل في مكالمة هاتفية مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي مساندة بلادها المطلقة وتضامنها الكامل مع تونس بعد العملية الإرهابية التي استهدفت سياحاً في فندقين في منطقة القنطاوي في سوسة. وشددت المستشارة الألمانية على ضرورة التنسيق بين البلدين لمجابهة الإرهاب وهو ما ستتم مناقشته بين وزيري الداخلية التونسي والألماني. ويذكر أن عدداً من السياح الألمانيين سقطوا في الهجوم الإرهابي، إضافة إلى بريطانيين وبلجيكيين وبولونيين وروسيين. وقال رئيس الوزراء الفرنسي إن «الإرهاب أراد ضرب تونس لأنها بلد نجح في ثورته الديموقراطية التي استبعدت التيار الإسلامي المتطرف، ونجح في ربيعه العربي، واعتنق قيم الديمقراطية والعلمانية». وأكد فالس: «أننا مستعدون لتكثيف تعاوننا الأمني خاصة لتوفير حماية أفضل للحدود مع ليبيا». وتظاهر آلاف التونسيين بدعوة من أحزاب سياسية في محافظتي سوسةوتونس العاصمة تنديداً بالإرهاب ودعماً للقوى الأمنية والعسكرية في مواجهة العناصر المسلحة. وقال الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» الإسلامية إن الإرهاب «يستهدف الثورة ويستهدف حرية المواطن التونسي ويستهدف العملية الديموقراطية في تونس»، واصفاً الهجوم على فندق بسوسة ب»العملية الإرهابية الأكثر إجراماً ودموية».