أكد راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة استعداد حركة النهضة لتقاسم الحكم في الانتخابات المقبلة في حال فوزها، موضحاً أن البلاد ليست مهيأة بعد لديمقراطية عادية، وأنها لا تزال تعيش ديمقراطية انتقالية، لا تتحمل الصراع المفتوح بين سلطة ومعارضة. وحول إمكانية تحالف حركة النهضة مع نداء تونس قال الغنوشي إن حزبه مستعد للتعامل مع كل الأحزاب المعترف بها، التي سيعطيها الشعب ثقته، لافتاً النظر إلى أن نتائج الانتخابات هي التي ستقرِّر ذلك. وأبدى هذا التصريح استعداداً ضمنياً للنهضة للتحالف مع نداء تونس في حال نجاحهما في الانتخابات القادمة التي لم يحدد موعدها بعد، بالرغم من أن المسؤولين بالحكومة لا يزالون يشددون على أنها ستجرى قبل نهاية العام الجاري، إلا أن المحللين السياسيين ينبهون إلى خطر السقوط في الاستقطاب الثنائي في الساحة المحلية لنداء تونس والنهضة، وما سيجره هذا الاستقطاب من انقسام في المجتمع التونسي. فيما تشير مصادر مطلعة إلى تكثف المشاورات السرية بين أكبر حزبين في البلاد بغاية إنشاء تحالف بينهما من شأنه أن يقضي على بقية التيارات السياسية في المشهد العام. من جهة أخرى، وبعد الهجمات الأخيرة لعناصر إرهابية استهدفت فيها قوات الأمن التونسي، أكدت مصادر مطلعة أن الدوائر القضائية بالمحكمة التونسية شرعت في تفعيل نصوص قانون الإرهاب لعام 2003؛ إذ صدرت عنها قرارات بعزل ومنع الموقوفين في قضايا الإرهاب من الزيارات، بما يعني سجن كل معتقل في إحدى القضايا الإرهابية بصفة انفرادية على ذمة القضاء، ومنعهم من استقبال أهاليهم. من جهتها أعلنت وزارة الداخلية أن معلومات استخباراتية أكدت أن حمة الهمامي القيادي المعارض الشرس للنهضة مهدد بالتصفية الجسدية بصفة جدية هذه المرة. الهمامي الذي اضطر كالسبسي تماماً إلى ملازمة بيته صرح بأن الأعمار بيد الله، وانه غير خائف بالمرة من الموت، إلا أن أنصاره في الجبهة الشعبية اليسارية المعارضة استنكروا هذه التهديدات التي وصفوها بالجبانة. فيما أشار أحد القياديين بالجبهة إلى أن هناك إمكانية جدية لتنفيذ اغتيال ثالث، ربما لا يستهدف لا الهمامي ولا السبسي، بعد فرض الداخلية ورئاسة الجهورية طوقاً أمنياً سميكاً على الرجلين لحمايتهما من أي هجوم إرهابي.