عملاً بدوره في الحفاظ على الإرث الإنساني العربي، يستعد المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي بشكل فعال في الدورة ال 39 لاجتماع لجنة التراث العالمي والمنعقدة في مدينة بون بجمهورية ألمانيا الاتحادية بين 28 يونيو و8 يوليو 2015، وذلك عبر العديد من الفعاليات الجانبية، واللقاءات مع المسؤولين من الجهات الرسمية والمنظمات العربية والدولية المعنية بالتراث العالمي حول العالم. والتقى خلال اليومين الماضيين وفد المركز الإقليمي والذي يرأسه حالياً الدكتور منير بوشناقي مدير المركز، بالعديد من الشخصيات المؤثرة في قضايا التراث العالمي، مثل ندى الحسن رئيسة الوحدة العربية في لجنة التراث العالمي، حيث تمت مناقشة العمل على ترشيح مواقع عربية تراثية على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو. كما والتقى بوشناقي بالدكتور "ستيفانو دي كارو" المدير العام للمركز الدولي لدراسة وصون الممتلكات الثقافية وترميمها (ICCROM)؛ وذلك من أجل بحث سبل التعاون المستقبلية بين المركز والمنظمة. وعلى هامش اجتماع لجنة التراث العالمي، نظم المجلس الدولي للآثار والمواقع الأثرية (ICOMOS)، ندوة جانبية حملت عنوان (التراث الطبيعي المائي في الشرق الأوسط والمغرب العربي)، استعرض خلالها دراسة أقيمت بدعم من المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي. وتناولت الدراسة بشكل موضوعي أهم التقنيات التي طورها الإنسان على مدار الزمن من أجل إدارة الموارد المائية في ظل بيئة جافة وشبه جافة. وأشارت الدراسة إلى أن الإنسان في منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي استطاع أن يتكيف مع بيئته ويطور من أساليب إدارة موارده المائية بأفضل الطرق الممكنة وبشكل مستدام. وغطّت هذه الدراسة منطقة المغرب العربي: المغرب، تونس والجزائر، إضافة إلى مملكة البحرين، سلطنة عمان، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، دولة الكويت، تركيا، سوريا، الأردن، لبنان والعراق. وكان مركز التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو أطلق نداء للشباب العربي للتطوع في برنامج متطوعي التراث العالمي لعام 2015، والذي يهدف إلى تشجيع الشباب من الدول العربية للتطوع في واحد من عشرة مواقع تراث عالمية في جميع أنحاء العالم. ونوهت هيئة البحرين للثقافة والآثار في بيان -حصلت "اليوم" على نسخة منه- إلى أن البرنامج يستهدف الرد على خطر تدمير التراث ونشر الكراهية، وذلك من خلال رسائل الوحدة والتضامن عبر مشاركة المتطوعين في مخيمات عمل شبابية قائمة على روح التعاون والتدريب؛ من أجل حماية وصون التراث والعمل مع المجتمعات المحلية حول مواقع التراث العالمي. بدوره، أشار الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة المدير المساعد بالمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي إلى أن حماية التراث العالمي مسؤولية جماعية، موضحاً أن الطاقة الشبابية تشكل مورداً مهماً في حماية التراث إن تم تكريسها بالطريقة الإيجابية.