تصوير المقاطع سواء في الشوارع او في المطاعم او في الدوائر الحكومية وغيرها من الاماكن العامة بدأ ينتشر للاسف، ومن المفارقات العجيبة والمريبة والغريبة مع افة حب التصوير اننا لم نجد شعوب تلك الدول التي صنعت لنا الهواتف الذكية قد انشغلت بالتصوير (كثرنا!). اخر تلك المقاطع ما تداولته وسائل التواصل الاجتماعي لما حدث لاحدى المواطنات التي تعمل فنية أسنان من طرد من قبل مدير الشؤون الصحية، وهذه ليست الحادثة الاولى ولن تكون الاخيرة مع وجود هوس التصوير، ومن وجهة نظر محايدة لست مع تلك السيدة في رفع صوتها وتطاولها وضرب الطاولة بطريقة عنجهية وفي نفس الوقت لست مع ذلك المسئول الذي خرج عن طوره وتلفظ عليها بقوله «اقلبي وجهك» وقام بطردها! نعم المسئول اخطأ وكان من المفترض ان يتحلى بالصبر والحكمة لان المسئول في اي قطاع لا يمثل نفسه بل يمثل الوزارة او الادارة التي يعمل لديها وبناء عليه، كل تصرف وكل كلمة محسوبة عليه سواء ايجابا او سلبا مما ينعكس ايضا على موقع عمله ايا كان حجم ذلك الموقع وحساسيته، وحتى لا نضع اللوم على المسئول فقط، بصراحة (بحلقت) واطلت النظر في المقطع والواضح انه قد تم تصويره بطريقة غير نزيهة والدليل اننا شاهدنا فقط ردود افعال او انفعال المسئول ولم نشاهد الاسباب الجوهرية التي كانت وقود ذلك الانفعال وهذا يعطينا انطباعا ان الامر مدبر للوصول للهدف الذي تم تصوير المقطع من اجله وهذا بحد ذاته جرم. تابعت ما كتب عن هذه القضية من ردود افعال من خلال كتاب الصحف والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي, للاسف اغلبها تطغى عليها العاطفة, اعجبني رد معالي وزير الصحة وعقلانيته عندما غرد قائلا «ساءني مقطع الفيديو المتداول وسوف نستدعي الاطراف المعنية للتحقيق والتثبت والمساءلة» اذا هناك تحقيق وتثبت واخيرا المساءلة, وهذا ما يجب على كل مدير او وزير ان لا (يطير في العجة) ويتخذ قرارات متسرعة نتيجة مقطع! لانه إن فتح هذا الباب ووجد كل من صور مقطعا حقق مراده او مرادها سوف لن ننتهي وهناك اناس عندهم الف طريقة وطريقة للاستفزاز والابتزاز ومستعدون يطفشون حتى (ابليس)، وبدون مبالغة فيه بشر ابليس يتعلم في مدارسهم (الخبث)، هؤلاء لديهم طرقهم الشيطانية للوصول لاهدافهم وتحقيقها وإن كانت اهداف (تسلل) او مشبوهة!! إذا الحكمة مطلوبة والحزم ايضا مطلوب وعليه لابد ان يكون هناك عقاب صارم لمن يختلس صورا دون اذن ويثبت فيما بعد ان عملية التصوير كانت مفبركة او مدبرة لاهداف شخصية. وجود كاميرات في بعض القطاعات لمراقبة تفاعل الموظفين مع العملاء امر محمود وقد يحد من تفشي فوضى التصوير, ايام زمان كنا نرفق بحال المراجعين, من التعالي عليهم من بعض المسئولين في اغلب القطاعات الخدمية وتعودنا سماع تلك الجمل وكنا نبلعها على مضض عندما يقال، راجعنا بعد رمضان, بعد الحج, بعد الاجازة, ومن يقول لنا في تلك الحقبة راجعنا بكرة ودك تقبل راسه, الآن تغير الوضع واصبح المراجع مكان التقدير والتدليل في اغلب الادارات بعضها لانها تحترم المراجع والبعض ليس من اجل عيون المراجع بل من اجل عيون عدسات جواله! مستشار تدريب وتطوير