عكاظ - السعودية «متى طردتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم كراما»، هكذا رددت مع نفسي لأول وهلة عندما شاهدت مقطع قيام مدير الشؤون الصحية بمنطقة نجران بطرد مراجعة كانت تجلس أمام مكتبه، ووجدت أنه مادة خصبة لتسطير مقال ناري يدين تصرف المسؤول وينبهه إلى أنه لم يعين في منصبه ويوضع في مكتبه إلا لخدمة الناس وليس طردهم! لكنني أعدت مشاهدة المقطع عدة مرات، وفي كل مرة لاحظت أن المسؤول الصحي كان في حالة انفجار، وإذا كان المقطع صور لنا حالة الانفجار، فإنه لم يصور لنا حالة إشعال الفتيل، لذا لن أدين تصرف المسؤول قبل أن أعرف ما دار بين الطرفين منذ البداية، وما قالته المرأة حتى خرج المسؤول عن طوره بهذه الطريقة التي بدت كحالة انفجار بعد حالة انضغاط! كما أن قيام مرافقتها باختلاس التصوير ربما دل على أن النية كانت مبيتة لرصد ردة فعل على استدراج مستفز، ومسألة اختلاس تصوير الآخرين دون علمهم باتت تثير تساؤلات أخلاقية وقانونية! تغريدة الوزير الفالح كانت عقلانية، فقد عبر عن استيائه من المقطع وهو بالفعل يبعث على والاستياء أن تفتقد تعاملاتنا مع بعض للحضارية، ثم أعلن أنه سيتم استدعاء الأطراف المهنية للتحقيق والتثبت المساءلة، فهو هنا وضع التدرج في التعامل مع الحالة في سياقها الطبيعي، التحقيق مع الطرفين والتثبت من وقوع الخطأ ثم محاسبة المخطئ! لقد علمتني الحياة ألا تجرفني عاطفتي وألا أحكم على الظاهر، فلننتظر نتائج تحقيق وتثبت ومساءلة الوزير ثم نصدر أحكامنا!. [email protected]