درست بتأنٍ قرعة التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 بروسيا ونهائيات كأس أمم آسيا عام 2019 بالإمارات، والتي بدأت مباريات جولتيها الأولى والثانية في الأسبوع الماضي، وأعتقد أن هذه التصفيات ستكون فرصة كبيرة ونادرة لعرب آسيا للتأهل للبطولتين بعدد قياسي من الدول وأن الصيام العربي الآسيوي عن المونديال سينتهي بإذن الله في روسيا بعد دورتين من الغياب الاضطراري، ومن بين 40 منتخباً يشاركون في التصفيات المزدوجة، ستتضاعف آمال 12 منتخباً عربياً في التأهل للبطولتين. وبداية، فقد لعبت القرعة دوراً ممتازاً مع بعض الدول التي وجدت نفسها بمفردها في مجموعات سهلة ومع دول متوسطة أو ضعيفة، وأبرز نموذج على ذلك العراق في المجموعة السادسة مع إندونيسيا وتايلند وتايوان وفيتنام، وهناك دول عربية سيئة الحظ ستتقاتل فيما بينها للبحث عن الفوز بالمركز الأول في المجموعات الثماني أو لكي تكون بين أفضل أربعة «ثواني»، ومن هذه الدول السعودية والامارات وفلسطين في المجموعة الأولى والكويت ولبنان في المجموعة السابعة، والبحرين واليمن في المجموعة الثامنة. وهناك دول حظها أيضا طيب لعدم وجود منافسة عربية في منافسات المجموعة التي تتضمن أحد عمالقة آٍسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا وإيران، مثل الأردن في المجموعة الثانية وقطر في الثالثة وعمان في الرابعة وسوريا في الخامسة. ومن خلال القراءة السريعة وعلى ضوء نتائج الجولتين الأولى والثانية، فإن فرص التأهل تبدو متاحة وكبيرة أمام ثمانية منتخبات هي: السعودية والامارات والأردن وقطر وعمان وسوريا والعراق والكويت، وسيتأهل هؤلاء مباشرة لنهائيات كأٍس آسيا 2019، وأيضا سيتأهلون للدور الثاني والنهائي المؤهل لنهائيات مونديال آسيا ضمن 12 منتخباً يتبارون في مجموعتين كل مجموعة 6 دول تلعب بنظام الدوري من دورين ليتأهل مباشرة أول منتخبين في كل مجموعة لنهائيات روسيا، بينما يلعب صاحبا المركز الثالث في المجموعتين في ملحق آسيوي ثم ملحق عالمي للفوز بالمقعد الخامس في المونديال الروسي. وإذا كنا – حسب قراءة العبد لله – قادرين كعرب آسيا على حجز 8 مقاعد في نهائيات آسيا في التصفية الأولى، فإن الفرصة ستكون متاحة في أدوار أخري لحجز أماكن أخرى لاثنين أو ثلاثة منتخبات عربية أرجح أنها قد تكون للبحرين وفلسطين ولبنان، ويبقى الاستثناء مع كل الاحترام للمنتخب اليمني.. وإذا تحقق تأهل 10 أو 11 منتخباً عربياً لنهائيات آسيا بالامارات ضمن 24 فريقاً لأول مرة في البطولة، فإن ذلك سيكون رقما قياسياً عربياً يضرب الرقم السابق الذي تحقق عام 2014 في بطولة استراليا بمشاركة 9 منتخبات من إجمالي 16 منتخباً. ولكن ماذا عن فرص الدول الثماني في الدور النهائي لتصفيات المونديال.. وهنا لا أحب أن أكون متشائماً وأستدعي ذكريات المونديال السابق حينما شاركت 5 دول عربية من بين عشر في التصفيات النهائية ولم نحجز أي مقعد في المونديال البرازيلي رغم تأهل الأردن للملحق العالمي، ولكن يبدو أن الأوضاع ستكون مختلفة في المونديال الروسي والأمل كبير أن تخدمنا قرعة الدور النهائي حتى لا نكرر تكسير بعضنا البعض كالعادة لصالح الآخرين.. وأملي كبير في مقعدين عربيين على الأقل في المونديال الروسي. نقلا عن استاد الدوحة القطرية