قرية السنام الواقعة في مديرية جهران محافظة ذمار (100كم جنوب العاصمة صنعاء)، ويصل عدد سكانها إلى نحو خمسة آلاف نسمة، كانت هادئة، قبل أن تصل إليها يد مليشيا الحوثي بمساعدة عدد من أبناء القرية من الحوثيين، لتحولها إلى مخزن بارود قابل للانفجار في أي لحظة، وقد نالت من نائب مدير مكتب الزراعة والري بمحافظة ذمار المهندس فضل عبد العزيز أحمد راجح، لدى أدائه صلاة الظهر الأحد الفائت، على خلفية رفضه إعطاء السيارة الحكومية التي يتنقل بها من منزله إلى مكان عمله، لمجموعة من متمردي الحوثي. تقول الرواية التي أكدها ثلاثة من أبناء القرية في اتصال مع مراسل «اليوم» في اليمن: إن القاتل الذي يدعى «أبو عادل» دخل إلى المسجد القرية والضحية يؤدي صلاة الظهر وقتله بدم بارد على مرئ ومسمع من الجميع، وبمباركة الحوثيين من أبناء القرية التي انشقت إلى نصفين استعداداً للقتال والثأر، بين أقارب القتيل وأقارب القاتل، ليحسم والد القاتل الموقف وقام بربط ابنه القاتل في شجرة وطالب من والد الضحية وإخوانه بقتله، وعندما رفضوا وطالبوا تسليمه إلى الجهات الرسمية خوفاً من تسارع الامور واتجاهها إلى الثأر المتبادل، قام والد القتيل بإطلاق وابل من الرصاص على صدر ابنه القاتل، ليرديه قتيلاً في الحال. وبحسب المصادر فإن الشاب القاتل اتخذ مع مجموعة من أصدقائه المراهقين والمنبوذين من القرية تجمعاً حوثياً في القرية المسالمة، ويجبرون الآخرين على دعم ما بات يعرف ب «المجهود الحربي»، ويمارسون القمع والانتهاكات ضد معارضيهم مستقوين بالسلاح والدعم الحوثي في المناطق المجاورة للقرية.