حتى تكون مدمناً تحتاج إلى أن تتخلى عن أربع: دينك وقيمك ورجولتك ومستقبلك! فلا يمكن أن تكون مدمناً وأنت تعلم برقابة مولاك وأنه يراك حتى ولو اختفيت في تلك الأماكن الموبوءة التي لا يصلها ضوء الشمس، كما أن شرعنا العظيم حفظ لكل إنسان: دينه ونفسه وعقله وعرضه وماله، وإدمان المخدرات يضيع هذه الضروريات الخمس جميعها، فلا دين لمن وقع في شرك المخدرات، ولا حياة طويلة لمن حقن السموم في دمه، ونهاية عقل المدمن معروفة فقد جسّد ذلك المدمنون الأوائل، أما العرض فدموع زوجات المدمنين وبناتهم وشكاواهم تحمل الكثير، بالإضافة إلى أن الإدمان أصبح قريناً للفقر، فلا يوجد مدمن إلا وهو فقير عالة على من حوله! ولا يمكن أن تكون مدمناً إلا بعد أن تخل عن القيم الأصيلة التي رباك والداك عليها، فلا يمكن أن تكون محترماً وأنت ترضى لنفسك بتلك الأحوال التي توصل نفسك إليها عندما تفقد عقلك، كما أن سمعتك تتردى لحظة بعد لحظة، إلى أن يأتي السقوط الكبير، وتخيل حجم العار الذي تتركه لعائلتك وأولادك وبناتك! وثق أيضاً أنه لا يمكن أن يجتمع إدمان ورجولة، فمن ينقد لتاجري السموم يتلاعبون به ويساومونه على كل شيء فلا يمكن أن يكون رجلاً، ومن يرق ماء وجهه بسؤال الآخرين كما هي حال المدمنين فلا يمكن أن يكون كامل الرجولة، فما أدمن مدمن إلا تسوّل من القريب والبعيد! تخلى أيضاً عن مستقبلك وآمالك وآمال أهلك فيك! فلم يُذكر أن ناجحاً بنى نجاحه وهو مدمن، ولا ثرياً بنى ثروته وهو يعيش في مستنقعات المخدرات، المدمن مستقبله واضح ومعروف، حياة بهيمية بلا هدف، وموت بطيء، ثم رحيل مأساوي! هذا هو المستقبل الوحيد! أخيراً كان الله بعون من وقع في هذا المستنقع، وكان المولى بعون والديه وعائلته أكثر، وخلص المولى مجتمعنا من تلك الوحوش البشرية التي تسعى لبناء ثروتها القذرة على جماجم وأشلاء تلك الأرواح التي كانت يوماً ما بريئة!