يتعدد ويتنوع معنى كلمة إجازة بقواميس اللغة العربية منها: العطلة، الراحة، الشهادة.. الخ، ولكن ما يعنينا هنا إجازة العطلة الصيفية -التي نحن على أبوابها- وهي الفترة التي لا يذهب فيها الطلاب للدراسة أو الموظفون للعمل أي فترة إعفاء من تجنيد إجباري. وكما يختلف مفهومها في قواميس اللغة العربية يختلف مفهومها في الفئة المستهدفة؛ فمنهم من يراها السفر فقط، ومنهم السهر حتى الفجر سواء على الأفلام أو الألعاب أو الهاتف النقال أو المواقع الاجتماعية والمعلوماتية بالشبكة العنكبوتية، أو النوم طول النهار، والكسل المفرط «بمفهوم الراحة»، أو التنزه والتسوق بشكل يومي بعد الحصول على التمويل اليومي من الوالدين بهدف الوناسة والترفيه عن النفس، وتمضي الإجازة دون أهداف وإنجازات مثمرة، دون أدنى وعي وارشاد وتقنين من قبل الوالدين اللذين من مهامهما النصح والإرشاد والتوعية من أجل التحسين والتطوير للنهوض بجيل واعٍ يفهم الحياة ويقدر أهمية الوقت الذي هو العمر. فهناك آلاف الطلاب في المنازل يقضون ثلاثة أشهر إجازة، فيا ترى كيف يمكن أن يقضوها؟ وكيف يمكن أن تحقق أهدافا؟ ان التعود على العبادة والاستماع للأشياء النافعة من أربح الأمور وأقواها، فالإجازة فرصة لتهذيب النفس وتربيتها خاصة ونحن على أبواب شهر رمضان الكريم بأن نواصل الخير بالخير والعمل الصالح بالصالح، ندرب أنفسنا على الصلاة بأوقاتها، ونقرأ القرآن الكريم ونحفظ آيات منه؛ فكم تمر على بعضنا إجازة وراء إجازة دون أن نمسه. نحرص على كتب السنة بقراءتها وتفهمها وحفظ بعض أحاديثها، وهناك العديد من الكتب المفيدة والتي لا نملك الوقت للنظر إليها في الأيام العادية، وهي فرصة جيدة للقراءة والابتكار والتأليف. صلة الرحم والتودد للأهل ومؤانستهم وتعويضهم عن أيام افتقدونا بها سواء بزيارتهم والتنزه معهم بين الحين والآخر أو السفر معهم سواء لتأدية العمرة أو القيام برحلات سياحية تتناسب مع الامكانات المادية. الحرص على الكسب والتعلم لمهارات نفتقدها ونحتاج إليها في حياتنا المهنية أو الحياتية كالحاسب الآلي أو اللغة أو تنمية مهارات معينة كالرسم والتصوير، أو صنعة معينة كالسباكة أو الكهرباء أو النجارة بالتسجيل في المعاهد وما أكثرها. الاشتراك في المراكز الرياضية الصيفية وكم فائدتها عظيمة فهي غذاء للعقل والجسد فالعقل السليم بالجسم السليم. تقوية الضعف الدراسي الذي يتسبب في تأخر المستوى التحصيلي كالرياضيات واللغة العربية والإنجليزية وغيرها فهناك وقت كافٍ مرن لا يترتب عليه نجاح أو رسوب. لا تدعوا الفرصة تفوتكم فاقتضبوا منها ما قدرتم فلن تشعروا بلذتها إلا عند جني ثمارها.