قتل عدد من عناصر تنظيم داعش وعشرات المدنيين بقصف لطائرات التحالف الدولي على مواقع للتنظيم بمدينتي الحويجة جنوب غرب محافظة كركوك والفلوجة بمحافظة الأنبار، في وقت تواصلت فيه الاشتباكات العنيفة بين التنظيم والقوات العراقية المدعومة بمليشيات الحشد الشعبي، وأعلن وجهاء وشيوخ عشائر الفلوجة وقوفهم وتضامنهم مع داعش ومبايعتهم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وشنوا هجومًا على ممثلي السنة في الحكومة العراقية والبرلمان لتأييدهم ما سموها الهجمة الطائفية لحكومة حيدر العبادي، من جهتها نفت بغداد وجود اتفاقات سرية أو شروط دولية في مؤتمر باريس. معارك تكريت وأعلنت القوات الأمنية العراقية أمس أنها قتلت عشرات العناصر من داعش في قطاع عمليات صلاح الدين بشمال تكريت خلال عملياتها العسكرية الهادفة إلى تطهير المناطق المحتلة من قبل الجماعات الإرهابية. وذكر بيان رسمي لوزارة الداخلية العراقية أن «القوات الأمنية، وبإسناد من ميليشيات الحشد الشعبي، تمكّنت من قتل أكثر من 40 عنصرًا من تنظيم داعش». وفي سياق متصل، قالت قيادة قوات الشرطة الاتحادية أمس: إنها عزّزت قطاعاتها ب800 مقاتل من قوات النخبة للمشاركة في العمليات العسكرية ضمن معارك «لبيك يا عراق». وكشفت القيادة عن «إكمال 800 مقاتل من قوات النخبة تدريبات عسكرية مكثفة في عمليات القنص وقتال الشوارع واقتحام الثكنات المحصنة»، مشيرة إلى «أن القوة ستتولى مهمات قتالية خاصة ضد أهداف منتخبة للتنظيم الإرهابي في الرمادي ومناطق أخرى». غارة وقال مسؤولون عراقيون لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن طيران التحالف الدولي -الذي تقوده الولاياتالمتحدة- شن غارة الأربعاء على موقع مهم كان يستخدمه تنظيم داعش لتفخيخ سيارات بينها سيارات هامفي مصفحة. وأفاد المسؤولون بأن الغارة أوقعت العديد من القتلى بين عناصر التنظيم، لكنها أيضًا أدت إلى مقتل وإصابة مدنيين. أما وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة فقالت: إن هؤلاء قتلوا في غارة لطائرات التحالف على المنطقة. معارك الأنبار وفي محافظة الأنبار غربي البلاد، قال ضابط الشرطة وسام الفلاحي: إن طيران التحالف استهدف أكبر مخزن للأسلحة والعتاد في حي الأندلس غرب الفلوجة. وأكد الفلاحي لوكالة الأناضول أن الغارة أسفرت عن مقتل 13 من تنظيم الدولة وإصابة 22، مشيرًا إلى أن التحالف شن عدة طلعات جوية استهدفت مواقع للتنظيم في مدينة الفلوجة. من جهة ثانية، قالت مصادر في الشرطة العراقية: إن ثمانية من أفراد الصحوات وخمسة من الشرطة العراقية قتلوا وأصيب 18 آخرون جراء قصف تنظيم الدولة مواقع عسكرية وحواجز للتفتيش في بلدات حديثة والحقلانية وبروانة في محافظة الأنبار. مقبرة جماعية وأعلنت الشرطة العراقية أمس مقتل 28 شخصًا غالبيتهم من عناصر داعش والعثور على مقبرة جماعية تضم 17 جثة في مدينة بعقوبة. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية: إن قوة أمنية تابعة للشرطة الاتحادية نفذت عملية عسكرية نوعية على منطقة حوض العظيم والقرى المجاورة لها تمكنت خلالها من تدمير ثلاثة ثكنات لعناصر داعش ما أسفر عن مقتل 22 من التنظيم بينهم القياديان وليد العاني وأبو أمثل المحمدي «سعودي الجنسية». وأضافت إن القوات الأمنية عثرت في المنطقة على مقبرة جماعية تضم 17 جثة لعناصر داعش قتلوا خلال معارك من القوات الأمنية في المناطق التي تقع تحت سيطرتها. مبايعة داعش وأعلن وجهاء وشيوخ عشائر الفلوجة وقوفهم وتضامنهم مع تنظيم داعش ومبايعتهم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، كما شنوا هجومًا على ممثلي السنة في الحكومة العراقية والبرلمان بسبب مواقفهم المؤيدة لما سموها الهجمة الطائفية لحكومة حيدر العبادي ومليشياتها على مناطق السنة. وقال شيوخ عشائر الفلوجة: إنهم على «العهد ماضون وعلى نهج الخلافة سائرون لقتال الكفار والمرتدين والروافض». كما أكّد شيوخ ووجهاء عشائر الأنبار في مؤتمرهم الثاني في الرمادي مركز محافظة الأنبار المقام تحت شعار «سفينة واحدة»، مباركتهم أهل الأنبار «النصر والفتح»، مشيدين بما وصفوها «بوقفة أسود الوغى» في إشارة إلى ما حققه مقاتلو داعش. لا بنود سرية نفى المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي أمس فرض وعود مشروطة على الحكومة العراقية في مؤتمر باريس الأخير لتطبيقها ضمن سقف زمني محدد، مؤكدًا أن اللجوء لاتفاقات من هذا النوع «ليس من سياسة الحكومة»، فيما أشار إلى الالتزام بما ورد في البرنامج الحكومي. وجاء في بيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أنه في الوقت الذي حاز فيه العراق على تأييد المجتمع الدولي واستجاب لدعوة رئيس الوزراء في زيادة الدعم والتأييد الدولي للعراق في مواجهة داعش، ينفي المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن فرض وعود مشروطة على الحكومة العراقية لتطبيقها ضمن سقف زمني محدد. وأكد البيان أن «المعلومات عن وعود مشروطة غير صحيحة على الإطلاق ولم تطرح في مؤتمر باريس للتحالف الدولي ضد عصابات داعش الإرهابية وليس هناك أي اتفاقات سرية»، موضحًا أنه «ليس من سياسة الحكومة اللجوء إلى اتفاقات من هذا النوع وهي تعلن لشعبها كل ما تتوصل إليه بمنتهى الوضوح». وأضاف البيان إن الحكومة العراقية ملتزمة بما ورد في البرنامج الحكومي الذي طبقت أغلب فقراته، مشيرًا إلى أنها «تشرك جميع المكونات في قراراتها وتعمل معها من أجل القضاء على داعش وتحقيق الأمن والاستقرار في العراق». ودعا المكتب الإعلامي جميع وسائل الإعلام إلى توخي الدقة في نشر الأخبار التي يصب في خدمة داعش. فيما اعتبر القيادي في اتحاد القوى ظافر العاني أمس الخميس أن مشكلة النظام السياسي العراقي أصبحت مع المجتمع الدولي بعد مؤتمر باريس، مرجحًا تدويل القضية العراقية في حال عدم الوفاء بالإصلاحات المطلوبة خلال 3 أشهر.