تتجه الأزمة في محافظة الأنبار إلى الحل، بعد أيام من المعارك بين مسلحي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) والجيش، مدعوماً بقوات «الصحوة»، خصوصاً في الرمادي. وأعلن شيوخ العشائر في الفلوجة، عبر مكبرات الصوت في المساجد، اتفاقاً على إنهاء الأزمة، بالتزامن مع دعوة رئيس الحكومة نوري المالكي المسلحين إلى «فتح صفحة جديدة»، فيما هدد «داعش «السنة الذين يلقون السلاح» بالقتل وب «تدمير المدينة فوق رؤوسهم». إلى ذلك، أعلن الهلال الأحمر العراقي أنه وزع مساعدات على النازحين من الأنبار وقدر عددهم ب13 ألف عائلة. وجاء في البيان الذي أعلنه علماء وشيوخ ووجهاء الفلوجة أن الاتفاق «تضمن انسحاب الجيش من المدينة وتولي قوات الشرطة وأبناء العشائر زمام الأمور الأمنية»، فضلاً عن إنهاء المظاهر المسلحة. ودعا «الموظفين للعودة إلى دوائرهم، اعتباراً من اليوم» (أمس). وشوهد عناصر شرطة السير وسط المدينة، فيما انتشر بالقرب منهم ملثمون بكامل أسلحتهم. وفتحت بعض المحلات أبوابها. وتأكيداً للاتفاق، دعا المالكي من تورطوا ب «الإرهاب» للعودة «إلى رشدهم»، مؤكداً «فتح صفحة جديدة» معهم، وأشار إلى أن «القتال وهزيمة داعش لن يطولا». وإلى أن تعهد التنظيم العودة إلى السيطرة على الأنبار «حلم إبليس». وأضاف أن «الحكومة لن تستخدم القوة في الفلوجة ما دامت العشائر تتعهد طرد المسلحين»، معرباً عن «شكرها على الدور الذي تقوم به ووقوفها إلى جانب الحق في مقاتلة الإرهاب في الأنبار». وأشار إلى أن «التأييد الدولي لهذه العمليات يعطينا الثقة بأننا نمشي في الطريق الصحيح»، مبيناً أن «المعركة ستستمر ولا بد من حشد كل الطاقات». وقال شهود من داخل الفلوجة ل «الحياة» إن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها ابتداء من صباح أمس، وسط معلومات عن انسحاب مسلحي العشائر، وعدم معرفة الجهة التي قصدها مقاتلو «داعش». وكانت القوات العراقية شنت أمس هجوماً على جزيرة الخالدية، شرق الرمادي التي يعتقد بأن مسلحي تنظيم «القاعدة» متمركزون فيها، ونقلت مصادر عسكرية أمس معلومات عن قتل وإصابة نحو 21 من المسلحين خلال هذه العملية. في هذه الأثناء اتخذت السلطات الأمنية في محافظات صلاح الدين والموصل وديالى إجراءات، تحسباً لتسلل مقاتلي «داعش» إليها، فيما أعلنت وزارة «البيشمركة» في إقليم كردستان إجراءات مماثلة للسبب ذاته. وأعلن الهلال الأحمر في بيان أن المعارك الدائرة قرب مدينة الفلوجة وسيطرة المسلحين الموالين لتنظيم «القاعدة» عليها تسببت في نزوح 13 ألف عائلة حتى الآن. وأضاف البيان أن «فرق الإغاثة استطاعت الدخول إلى الفلوجة وتوزيع مساعدات غذائية وإغاثية على عدد كبير من العائلات على رغم الظروف الصعبة داخل المدينة وخارجها». وتابع: «تمكنت فرقنا من تقديم مساعدات إلى أكثر من 8 آلاف عائلة خلال الأيام الثلاثة الماضية في مختلف مناطق محافظة الأنبار». من جهة أخرى، نقلت وكالة «فرانس برس» عن عقيد في الشرطة، أن 12 عسكرياً قتلوا مساء أمس خلال هجوم شنه مسلحون على موقعهم في منطقة العظيم، على بعد 130 كلم شمال بغداد.