لم يكن الموسم الاول لانريكي المدرب مع برشلونة سهلا ايضا، ومن الاصل لم يكن احد يتوقع ان يصل الامر به لتولي مهمة تدريب الفريق الاول في النادي الذي كان له الفضل ايضا في تأهيله تدريبيا وذلك بمنحه مهمة الاشراف على الفريق الرديف من 2008 حتى 2011. ولعبت الظروف الطارئة دورا في وصول انريكي الى منصبه الحالي رغم خبرته التدريبية المتواضعة مع روما الايطالي (2011-2012) وسلتا فيغو (2013-2014)، فرحيل رفيق دربه غوارديولا عن الفريق عام 2012 بعد ان قاده الى 14 لقبا في 4 اعوام، هز عرش الكتيبة الكاتالونية وحاول القيمون عليها تعويضه بمساعدة تيتو فيلانوفا لكن المرض دخل على الخط وأدى في نهاية المطاف إلى وفاة الاخير. ثم لجأ برشلونة الى الارجنتيني مارتينو لكن الاخير فشل في مهمته وخرج من الموسم الماضي خالي الوفاض ما فتح الباب امام انريكي للسير على خطى غوارديولا والاشراف على الفريق الاول.وكانت المخاطرة كبيرة بالتعاقد مع انريكي، لكنه اثبت ان الرهان عليه وعلى حبه لقميص النادي كان في محله اذ تمكن في موسمه الاول معه من قيادته الى ثنائي الدوري والكأس المحليين، وها هو على بعد 90 دقيقة من تكرار انجاز غوارديولا عام 2009 والفوز بالثلاثية. ما هو مؤكد ان مشوار انريكي نحو المجد في موسمه الاول لم يكن سهلا بل تخلله بعض المطبات بعد ان حاول تكرار تجربته في روما حيث اقصى القائد الاسطوري فرانشيسكو توتي من التشكيلة الاساسية، وذلك من خلال تلقين نجمي الفريق الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار درسا لتأخرهما في عطلة الميلاد ورأس السنة من خلال ابعادهما عن التشكيلة في المباراة الاولى من العام الجديد امام ريال سوسييداد.وتسبب هذا القرار، وخصوصا بعد خسارة تلك المباراة، الى توتر العلاقة مع ميسي ما دفع بانريكي الى القول بأنه سيرحل من تلقاء نفسه بعد 7 اشهر فقط على رأس الادارة الفنية للفريق الكاتالوني في حال لم يلق الدعم اللازم من لاعبيه، وذلك ردا على التقارير التي تحدثت عن امكانية التخلي عن خدماته. "ثمة الكثير من التقارير، بعضها يحمل نوايا سيئة"، هذا ما صرح به انريكي حينها وعشية الفوز في المباراة التالية على اتلتيكو مدريد البطل (3-1)، مضيفا: "لن اخوض في هذه اللعبة الخطرة. ما يمكن ان اضمنه هو انني سأرحل بالتأكيد عندما اشعر بأن اللاعبين لا يدعمونني".وتحدثت التقارير حينها عن امكان رحيل ميسي عن "كامب نو" بسبب خلافه المزعوم مع انريكي الذي واجه صافرات استهجان الجمهور رغم الفوز على التشي 5-صفر في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة الكأس، الا ان ذلك لم يزعزع ثقة لاعب الوسط الدولي السابق الذي اكد: "ما زلت مركزا على عملي ومتحفزا. لا شيء قادر على التأثير سلبا علي. ما يحكى خلف الابواب الموصدة يمنحنى جرعات معنوية اضافية. اللاعبون والجهاز الفني يبقون على هامش كل ذلك. نحن معتادون على الامر".وبالفعل، حافظ انريكي على تركيزه في عمله وتمكن بسلاسة من ادارة علاقته بميسي ونجوم الفريق الاخرين ما سمح له في ان يستخلص منهم افضل ما لديهم والحصول على تركيبة هجومية قاتلة تمثلت بالثلاثي "الرهيب" المكون من ميسي والاوروغوياني لويس سواريز ونيمار، اضافة الى صلابة دفاعية لافتة غير مألوفة في النادي الكاتالوني (دخل شباكه 21 هدفا فقط في الدوري هذا الموسم فيما سجل 110 اهداف) وتميز في كافة نواحي اللعبة ان كان بالهجمات المرتدة او الركلات الحرة والكرات الثابتة.