بدأ المصمم محمد الباكر مسيرته في التصميم وهو ابن عشرة أعوام، واختار الجانب الفني الصعب من خلال التعامل مع بيض النعام وتحويله الى قطع وتحف فنية راقية لا تتوفر إلا للطبقة المخملية، وقد اكتسب منذ بداية ممارسته الفنية في العام 1988م خبرة كبيرة في هذه الأعمال، حتى ترسخ اسمه على مستوى دولي، ولكن أيضا وسط الطبقة المخملية. العمل الفني في بيض النعام مكلف في الوقت والسعر، فزمنيا تتراوح مدة إنجاز تصميم بين شهرين الى ثمانية أشهر، أما السعر فيتراوح من 10 آلاف الى مليون ريال، والباكر لا يحرص على البقاء بفنه في الطبقة المخملية بقدر ما يهمه أن تكون طبقة تقدّر ما يقدمه من أعمال سواء في الخليج أو خارجه، ولذلك وصل أن تكون أعماله هدايا للدولة تقدّم لمسؤولي الدول. الباكر يتمنى بحرارة أن يشارك في معارض سعودية، حيث يرى ذلك شرفا له، مؤكدا أنه لن يتردد في المشاركة الفنية في السعودية.. وكانت ل«اليوم» معه هذا الحوار: كيف تطورت هواية التصميم لديك حتى أصبحت نشاطا تمارسه حاليا؟ البداية كانت بالزخرفة على بيض النعام، وذلك بمعالجة البيضة من خلال التقطيع والتصميم ومن ثم تركيب المجوهرات عليها لتتحول من بيضة الى تحفة فنية. ومن أين تحصل على بيض النعام؟ من مزارع النعام بأستراليا وأفريقيا ولكنها تخضع لمعالجات كيميائية عديدة بدءا من تفريغها من الداخل وإضافة مواد حتى لا تتعرض للتعفن، وفي الواقع نحن نتعامل مع وسيط سهل ورقيق قابل للكسر والتلف يتطلب حساسية في التعامل معه، وذلك ما يحتاج لحس الفنان. وكيف بدأت التعامل مع بيض النعام؟ ذلك منذ صغري وأنا ابن عشرة أعوام، اطلعت على كتاب عن أول من تعامل مع بيض النعام وهو الجواهرجي الروسي فابريجان الذي كان يختص بمجوهرات القيصر، وفي أحد الأعياد لديهم عمل أول بيضة ورصعها بالمجوهرات والألماس ومن بعدها خرج هذا الفن. هل هناك من يستهويهم بيض النعام؟ أكيد، في التسعينيات والألفية الثانية كان هناك إقبال غير طبيعي على هذا الفن، وفي مهرجان الدوحة الثقافي الأول وحتى السادس كنت أشارك بشكل رئيسي سنويا؛ لأنهم كانوا يحرصون على مشاركتي، وكانوا يقولون إنني فنان الطبقة الارستقراطية والمخملية من واقع عروضي، رغم أنني أرى أن هذا الفن للجميع ولا يختص بطبقة دون أخرى. وهل تفضّل أن تتعامل مع الطبقة المخملية؟ لا يهمني أن تكون الطبقة مخملية بقدر ما يهمني أن أن تكون طبقة تقدّر ما أقدمه من أعمال سواء داخل في الخليج او خارجه، وقد وصل أن تكون أعمالي هدايا للدولة تقدّم لمسؤولي الدول. وكم يستغرق الوقت لشراء البيضة وإنجازها كقطعة فنية؟ ذلك يستغرق بين شهرين الى ثمانية شهور على حسب نوع القطعة. وبكم تشتري بيضة النعام الواحدة من أستراليا؟ طبعا السعر ليس غاليا في حدود 30 دولارا (حوالي 150 ريالا)، ولكن المعالجة الكيميائية تكلف أكثر وتصل الى 1000 دولار؛ لأن البيضة مادة عضوية قابلة للتعفن. بماذا تطعّم بيضة النعام؟ بالفضة والذهب والأحجار الكريمة بأنواعها كلها، وأنا أعشق الزمرد. وهل هناك بيض آخر تشكّل منه أعمالا فنية؟ بالطبع هناك بيض الأوز والايميو والطاووس والريا، وبيض الدجاج في أعمال الأعراس. وماذا تعمل بجانب تصميم بيض النعام؟ أصمم المجوهرات النسائية، ودخلت هذا العالم مع دخولي فن بيض النعام، وسبق لي تصميم جلديات كالشنط النسائية وساعات وعطورات، ولكن بعد تجربتي مع بيض النعام ظللت أحرص على أن يصبح لأعمالي علامة تجارية باسمي، ولذلك أضع شعارا باسمي في أعمالي، اضف الى ذلك انا امارس هوايتي كحب وليس من اجل جمع المال. ألا تشعر بأنك بهذا النشاط المتعدد تشتت نفسك مع أكثر من عمل؟ لا، بالعكس، فأنا بدأت منذ العام 1988م، ومن الطبيعي أن يصبح لي باع وخبرة في هذه الأعمال، وفي العام 2000م ترسخ اسمي على مستوى دول، واسمي في السعودية موجود ولكن وسط الطبقة المخملية، فبيض النعام انتشر بين الأميرات وكذلك المجوهرات. وبكم يتراوح سعر البيضة الواحدة؟ يتراوح سعر بيض النعام من 10 آلاف الى مليون ريال. ولماذا لا تقدم أعمالا للطبقة العادية بأسعار في متناول اليد؟ بالنسبة لبيض النعام فذلك صعب، ولكن عندي تصاميم اخرى سواء كان عطرا أو غيره.