يرى تاجر المجوهرات المهندس طارق فتيحي الذي طار في الثمانينيات إلى أمريكا وعاد ببكالوريوس الهندسة المدنية أهمية دمج التجارة بالتعليم حيث تفرغ منذ حوالي 20 عاماً لإكمال طريق شقه والده وعمه في تجارة المجوهرات حتى بات اسم فتيحي مقروناً بالمجوهرات محلياً ودولياً. وأشار في حوار خاص مع «الشرق» إلى أن لديه نية لإقامة مسابقة وطنية كبرى لاختيار أفضل تصميم للمجوهرات وتكريم المصممة الفائزة به ضمن مسابقة يعكف عليها بالتنسيق مع بعض المعارض، لافتاً إلى أن ذلك يشجع السعوديات على تصميم المجوهرات ويدعمهن.. وكشف فتيحي أن مجوهراته من تصميم زوجته وبناته مؤكداً أن مجموعته ستبتكر تصاميم تعد بمنزلة المفاجأة لعشاق المجوهرات أسوة بتصاميم «أمي» و«حبيبتي» و«قبعة التخرج» حيث تمتلك مجوهرات فتيحي هذه التصاميم، وشكلت ثورة حقيقية في عالم المجوهرات من حيث الفن والتصميم والأسلوب، فإلى نص الحوار: - توارثت المهنة أباً عن جد، حيث بدأت معرفة التجارة في سنواتي الأولى في محلنا الأول الذي مازال موجوداً حتى الآن في سوق الذهب بالبلد بجدة، حيث كنت أذهب للمحل وأتابع التجارة حتى تعلمت من والدي أسسها وأصولها وأبجدياتها وتفصيلاتها، ثم ذهبت بعدها إلى أمريكا لمواصلة دراستي وعدت بدرجة البكالوريوس في الهندسة المدنية، وبعدها عملت فترة من الزمن في أرامكو السعودية، حيث خرجت بعدها من العمل الحكومي لأتخصص في التجارة وأمارسها بتفرغ كامل وتطورت حتى أصبحت أملك عدة معارض في جدة ثم صُنع اسم طارق فتيحي للمجوهرات، وأتابع عمل المعارض بنفسي مع منظومة من العاملين. وتشتمل تجارتي على المجوهرات والساعات الثمينة، بالمجوهرات الماسية وأطقم الأفراح، بالإضافة إلى مجوهرات عصرية ذات تصميم مميز من الألماس والأحجار نصف الكريمة، من تصميم زوجتي السيدة لمياء عجاج، هذا إلى جانب قسم الهدايا المميزة لرجال الأعمال، وكبار التجار، كالسبحة المصنوعة من ورق الورد المكبوس بمكابس خاصة والمغلف بالفضة المعالجة بمادة الروديوم الثمينة لمنع تأكسد الفضة، كذلك المصاحف الملكية المغلفة بثوب الكعبة المشرفة، بالإضافة إلى الميداليات والمصكوكات والدروع وشعارات الشركات المصنوعة من الذهب أو الفضة. - في كل دول العالم أثبتت المشاركة الأسرية والعائلية نجاح التجارة، وبالتالي فأنا أشرك زوجتي حيث أنها مصممة مجوهرات، وتقوم هي وبناتي بعمل التصاميم المختلفة، وبيننا بيئة عمل وتشارك وتشاور بما يعود علينا وعلى مستقبل تجارتنا بالنفع والفائدة. - العوائق مختلفة، فهنالك ما يتعلق بالإجراءات الحكومية، وما فيها من متابعات وخطوات تأخذ وقتاً أحيانا، فقد نواجه فيها بعض الصعوبات المحددة، ولا بد من إيجاد بيئة عمل منظمة لإنجازها والتعامل معها. ونحن كتجار ألفناها وبدأنا نتعامل معها. كما أن هنالك عوائق أخرى لا تزال تتعلق بوجود وتعرض بعض التجار للاختلاسات والسرقات من موظفين سيئين أضاعوا الثقة إضافة إلى تعرض المجوهرات بين وقت وآخر لسرقات بعض الزبائن من ضعاف النفوس، فالمجوهرات خفيفة الوزن غالية الثمن، ونحن كتجار ندفع في المجوهرات أموالا طائلة لا بد من التعامل مع هذا العامل برقابة أمنية، ونظام أمني شامل مراقب حتى لا تتعرض المجوهرات للسرقة. وهنالك مشكلة تتعلق بدخول تجار الشنطة وبعض التجار المبتدئين الذين لا يقدرون السوق ولا يعرفون مستقبل هذه التجارة وأساسياتها ومبادئها، ما أدى إلى التأثير على ازدهار السوق في بعض الأوقات إضافة إلى دخول الإكسسورات العالمية التي تشبه المجوهرات شكلا بينما أنها لا تقارن بها أبداً من ناحية المضمون والجودة والشكل والاقتناء إضافة إلى وجود تجار من المواطنين يستعينون بآخرين من الوافدين لترويج بضاعة قد تكون مقلدة وتؤثر على السوق وسمعته. ولكن المجوهرات ومن يتعامل مع هذه التجارة من طبقة راقية يعرفون الأسماء المعروفة المتميزة في هذا العالم. وأنا أنصح المتعاملين البعد عن تجار الشنطة، وعن البضاعة التي قد تباع وهي مقلدة. - شاركنا في معارض متعددة في دول الخليج وفي عدد من دول العالم علما بأن الفكرة في هذا المجال دولياً وفق المتعارف عليه عرض الاسم والتجارة، بعيداً عن الخوص في تفصيلات البيع، ونخطط مستقبلا إلى المشاركة بفاعلية وتميز متواصلين ونجاح مضطرد في عدد من المحافل والمعارض. - أكرر؛ هنالك عوائق ولكنها محدودة ولا بد من التعامل معها. في البداية واجهنا صعوبات ولكننا تغلبنا عليها. ونحن كتجار نتعايش مع الأنظمة التي لم توضع في الأساس إلا لتخدم شريحة كبيرة، ونتمنى أن تنعكس هذه القرارات بإيجابية مستقبلاً على البلد. - هنالك أفكار تخصنا ونحجت نجاحاً باهراً، ولا نزال نجني ثمار هذا النجاح، حيث قمنا بتصميم فكرة تصميم «أمي» و»حبيبتي» و»قبعة التخرج» ضمن عقود مجوهرات، وقمنا بترويجها وهي من أفكارنا وتخصنا وتروج الآن بشكل جيد في الأسواق. وأؤكد أننا لن نتوقف بل نعد محبي المجوهرات والمتعاملين بتصاميم خرافية ومبهرة في الأشهر المقبلة وهي تصاميم جديدة وحديثة وتلائم عدة طبقات وبأفكار متميزة من الواقع المجتمعي. - لا يوجد رقم معين لحجم الاستثمار حتى الوزارات المختصة لا تملك رقماً حقيقياً للتجارة التي تزدهر وتنخفض وفق الأسواق العالمية حيث أن السوق يرتفع وينشط في أوقات الإجازات والعطل بوجه عام. وأتوقع أن يزدهر السوق خلال العام الجاري والأعوام القادمة وفقاً للازدهار الذي قد تشهده أسواق العالم حيث أن تجارتنا مرتبطة بأسواق المجوهرات عالمياً، ولكني متفائل بما ستحمله السنوات المقبلة. - لم نوظف سعوديات حتى الآن ولكننا نستعين بمصممات سعوديات إن دعت الحاجة، وسبق أن أشرت إلى أن زوجتي وبناتي يقمن بالعمل. وأؤكد أننا ندرس فكرة حالية بالتعاون مع بعض المعارض وتكوين لجنة تحكيم لاختيار أفضل مصممة مجوهرات في المملكة حيث سيتم استقبال طلبات المصممات السعوديات وتختار اللجنة أفضل تصميم خلال قرارات لجنة مختصة محايدة لتكريم أفضل مصممة، وهذا من أجل تشجيع المصممات السعوديات ودعم مهنة تصميم المجوهرات وأتوقع للسعوديات فيها مستقبلاً باهراً مستقبلاً لما يملكنه من أفكار خلاقة. - نقوم بعدة أنشطة تخص جمعيات ومواقع متعددة، ولكني أشارك فيها بشكل شخصي باسمي أنا بعيدا عن تجارتي ولا أفضل الخوض في تفصيلاتها، فهي تظل عملا شخصيا، ولا أحب طرحه إعلامياً أو التلميح عنه. وهو نشاط لا بد منه، فللمجتمع علينا حق، وهذا جزء من مسؤولية الفرد نحو مجتمعه. - أزور دوماً المعارض الدولية في دبي وهونج كونج وهي الأكثر رواجاً والأكثر تميزاً في العرض، وأطلع على الجديد في عالم المجوهرات والأحجار الكريمة وأوظف كل جديد ومستجد في خدمة العملاء، وفي توفير الأنسب والأفضل والأميز للعملاء والبحث عن كل جديد في مجال العصر الحديث بما يتناسب مع الذائقة ومتطلبات العملاء. - معظم المحلات تضع ذلك وتكتب على لوحاتها المعروض من الذهب والمجوهرات وفي الداخل تفاجأ بعدم وجود المجوهرات، وهذه منتشرة والناس لا يعون ذلك، ولا بد في العرف التجاري والمنظومة العملية لهذه التجارة أن تفصل الذهب عن المجوهرات، فكل منها تخصص منفرد وإن وضعت لوحة جمعتهما، فالأجدى أن تباع كلها في الداخل. - سوقنا وسوق الذهب يقعان تحت معايير الأسواق الدولية ونحن متابعون لها على مدار الساعة، وهذه الأسواق تؤثر وفق الازدهار أو التدهور؟ - لا أستطيع معرفة حجم التجارة المقلدة، ولكنها موجودة ومنتشرة والدور على الجهات الرقابية في رصدها وإيقاع العقوبات على المتورطين فيها والمشكلة يتشارك فيها مواطنون ووافدون، فقد تجد مواطناً متستراً على وافد يروج له. ونحن نقول على كل مواطن الإبلاغ عن أي سلعة مقلدة من أجل أن يرتفع الوعي لدى المواطن أولا، وبعدها الدور على الجهات الرقابية التي تقع على عاتقها مسؤولية متابعة هذه البضائع ومنع تروجيها بالسوق ومعاقبة بائعيها.