تمثل لوحة السلام التي نصبت على مساحة 18 مترا مربعا في الخيمة المركزية لشهداء حادثة القديح، رسالة واضحة للوقوف ضد الإرهاب والدعوة لنبذ الكراهية والقبلية، وغيرها من الممارسات غير الإنسانية. وأوضح عدد من المشاركين في مراسم العزاء ان لوحة السلام التي نصبت مع بدء مراسم العزاء الثلاثاء الماضي، تمثل رسالة قوية للعالم للوقوف يدا بيد والسعي الحثيث لنبذ الكراهية والوقوف ضد الارهاب بشتى اشكاله.وبينوا ان اللوحة التي تزينها أكف متعددة الالوان والاحجام، تتحدث عن نبذ العنصرية والكراهية، مضيفين: إن الإرهاب الذي ضرب احد بيوت الله يوم الجمعة الماضية يتطلب الوقوف ضده من جميع الشرائح الاجتماعية، وان الفن التشكيلي يمتلك القدرة على التعبير عن محاربة الإرهاب. وأكدت اللجنة المنظمة ان اللوحة وضعت للتعبير عن الرفض التام لشتى أنواع الكراهية، وتعزيز الوئام والسلام والتكاتف يدا بيد في القضاء على القتل وزرع بذور الحقد بين ابناء المجتمع الواحد، مبينة ان اللوحة حظيت بمشاركة واسعة من الوفود التي قدمت واجب العزاء في حادثة القديح، وأوضحت ان اللوحة تحمل توقيع اعداد ليست قليلة منذ تم وضعها في خيمة العزاء، فهناك العديد من الشخصيات الاجتماعية والدينية التي حرصت على المشاركة بكلمات تنبض بالروح الوطنية، وتكرس اللحمة الوطنية وتنبذ جميع أشكال العنف.وذكرت اللجنة المنظمة ان ابرز الوفود التي شاركت في التوقيع على لوحة السلام هي وفد إمارة القصيم، وفدا أمانة ومديرية الشؤون الصحية بالشرقية، ووفدا أم الساهك وعنك، فضلا عن الوفود الخارجية مثل وفود مملكة البحرين والكويت والوفود القادمة من خارج المنطقة الشرقية، مثل الرياض او المدينةالمنورة او غيرها من المناطق الاخرى. ..ومعرض جماعي للفنانين التشكيليين يعتزم فنانون تشكيليون من مختلف مناطق المملكة إقامة معرض جماعي تعبيرا عن تضامنهم مع ضحايا التفجير الإرهابي في القديح الذي وقع الجمعة قبل الماضية وأسفر عن 21 شهيدًا. وأكد نائب رئيس جماعة الفنون التشكيلية بالقطيف الفنان محمد المصلي، ان العمل يجري لتنظيم المعرض الجماعي، مشيرا الى توجيه الدعوات لفناني المملكة للمشاركة في المعرض ليكون تظاهرة وطنية، بهدف التعبير على التضامن ورفض الأعمال الاجرامية، ضمن فعاليات متنوعة كالتشكيل والتصوير والمحاضرات والندوات وغيرها، مشددا على ان الفن حاضرًا ومشاركًا بالعواطف والأحاسيس لكل فرح وترح يمس أمن المواطنين من كل شريحة وصائفة ومنطقة. ورأى ان العمل الجماعي يأتي للتضامن مع الشهداء والمصابين وذويهم المكلومين، وتفعيل قيمة الوحدة الوطنية وقطع الطريق على المستفيدين من هذه الافعال المشينة والمغرر بهم مؤكدا ان المملكة وطن واحد.وأكدت الفنانة زهراء البناي أن التضامن والوحدة يمثلان أكبر (صفعة) يتلقاها الإرهاب داعية الى مشاركة جميع الفنانين بالمملكة سواء السعوديين او المقيمين من جنسيات مختلفة معبرة عن املها أن يكون المعرض (أنشودة عزاء) يعزفونها جميعًا بكل اللغات ويرسمونها بألوانهم وأقلامهم ومشاعرهم قبل كل شيء. وأكدت الفنانة شعاع الدوسري، أن دور الفنانين يتمثل في المساهمة في ثقافة تعزيز اللحمة الوطنية، ومحاربة الفكر الضال مؤكدة ان الفنانين يملكون أجمل الادوات للتعبير عن أي قضية والعمل الفني قد يوصل فكرة أو احساسا ويكون أبلغ من ألف كلمة. ودعت الفنانة نسمة العلق الفنانين والفنانات إلى المشاركة في المعرض لتجسيد موقف موحد ضد الإرهاب، مشيرة الى ان المشاركة الفاعلة تمثل تجسيدا عمليا على التلاحم والوحدة الوطنية.