أكد خبراء عسكريون أن رجال الأمن كشفوا دلائل ووقوعات تكشف الثغرات التي ينتهجها منفذو التفجيرات، التي تستهدف أمن الوطن وإثارة الفتنة وإرهاب المواطنين، وأن المملكة متقدمة كثيراً عن كافة الدول في سرعة اكتشاف منفذي التفجيرات خلال وقت قياسي، وهذا يرجع لعدة عوامل ساعدت رجال الأمن في الوصول إلى معرفة من يقوم بعمليات التنفيذ، ومعرفة المنظمات المنتمي لها، إضافة إلى الوصول إلى عدد من الخلايا أو من يحتضنها والقبض عليها قبل أن تنفذ عمليات إرهابية. وأوضح الخبراء ل «اليوم» أن إحباط أبرز عملية انتحارية ليوم أمس يسجل إنجازا أمنيا، وذلك لعدم توسع نطاق الحدث الإرهابي، وهذا يعود إلى قدرة رجال الأمن على اكتشاف الحدث قبل الجريمة، وأيضا من هذه العوامل التي يتم من خلالها اكتشاف من يقوم بعمليات الإرهاب وجود مختبرات يتم خلالها فحص أي جزء يتم العثور عليه ممن قام بعملية الإرهاب، والوصول إلى معرفته ومعرفة أسرته وإجراء تحاليل مع أسرته لمطابقة الفصيلة في التحليل، إضافة إلى ذلك التدريب المتقن والفني لرجال الأمن واستخدام التقنية الحديثة التي تساعد في سرعة الاكتشاف، وتحديد هوية منفذي الأعمال الإرهابية. يضاف إلى ذلك الخبرة التي تتمتع بها وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية، وما يوجد لديها من ملفات وتحليلات أمنية، ومعرفة أساليب كل منظمة إرهابية سواء القاعدة أو غيرها. فقد بيّن الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي طراد العمري، أن وزارة الداخلية تمكنت خلال الفترة الماضية من تحديث البنية التحتية للأجهزة الأمنية، مؤكدا أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية يعتبر من أبرز الشخصيات العالمية في مكافحة الإرهاب، وهذا مشهود به على مستوى العالم، من خلال معرفته بأساليب المنظمات الإرهابية، وما حققه من حماية الوطن والمواطن من منظمات الإرهاب، وكشف خلاياهم، والأساليب المستخدمة إضافة إلى البيانات التي تصدر من كل منظمة إرهابية، حيث أصبح يعرف أن للخلايا التابعة لها داخل الوطن، لها أساليب تختلف عن الأساليب التي يتم تنفيذها في الخارج. وأضاف أنه أصبح لدى أجهزة وزارة الداخلية طرق وأساليب فنية وإستراتيجية لربط أي عمل إرهابي بالتحقيقات الماضية، والتي تعتبر نتائجها في التحقيقات خيوطا معينة لمقارنة الحوادث التي وقعت أو التي تم إحباطها قبل وقوعها، فالتحقيقات السابقة تعتبر شواهد وخيوطا ورؤوس أقلام لدى الجهات الأمنية؛ للوصول للمعلومات وبسرعة فائقة، إضافة إلى عمليات التدريب والتأهيل الذي يتمتع به رجال الأمن المختصون في مكافحة الإرهاب والأجهزة التحديثية والمختبرات المستخدمة في مجال الأمن، التي تساعد في الكشف عمن نفذ الاعمال الإرهابية، حيث توصلت في أوقات سريعة للكشف عن العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها ضد رجال الامن في الرياض أو التي وقعت في مسجد القديح، وسيتم التوصل إلى منفذ العملية الانتحارية في مسجد العنود في الدمام. وأوضح العمري أن الأمن السعودي قادر على إحباط عمليات الإرهاب والكشف عنها قبل تنفيذها، فوزارة الداخلية لديها معرفة تامة بأساليب كل منظمة، وعادة الخلايا التي يتم ضبطها ليس لديها معلومات كاملة، كون المنظمة تعطي كل خلية معلومات معينة وتحجب عنها أخرى، حتى لا تكشف جميع الطرق والأساليب التي تحاول القيام بها. ولكن كل هذه الطرق أصبحت مكشوفة لدى رجال الأمن في المملكة. من جانبه، أكد اللواء عبدالله جداوي، أن التدريب المتخصص في عمليات الجرائم وتأهيل رجال أمن لهم خبرات وتخصصات في عمليات الكشف عن أي أعمال إرهابية أو مرتكبيها، يدل على ما وصلت له المملكة ممثلة في وزارة الداخلية من تفوق في مكافحة الإرهاب، وكشف من يخطط لهذه الاعمال الإرهابية، والدليل على ذلك ما تم من إحباط عديد من العمليات الإرهابية قبل وقوعها، والوصول إلى من يقوم بها. إضافة إلى تطويع التقنية الحديثة في عمليات التحليل والمختبرات الجنائية التي يتم من خلالها التعامل مع مثل هذه الأمور، فقد أصبح الكشف عن منفذ أي عملية انتحارية ومعرفته من خلال الحصول، ولو على جزء بسيط من جسمه المتناثر وتحديد هويته ومعرفته. وأضاف مهما حاولت المنظمات الإرهابية من طرق وأساليب يتم كشفها فورا، حيث أصبحت المملكة في مقدمة بلدان العالم في مواجهة ذلك وفي إحباط مخططاتهم. من جانب آخر، قال اللواء الدكتور علي الحارثي إن ما يتمتع به رجال الأمن من خبرة وتدريب واستخدام للتقنية الحديثة، وما لديهم من معلومات عن عمليات وأشخاص لهم صلة بدعم الإرهاب أو التستر؛ يمكنهم من كشف العمليات الإرهابية في وقت قياسي، وهذا ما نشهده ويشهد به العالم من الإنجازات التي حققتها المملكة، من خلال أجهزة وزارة الداخلية، التي يشرف عليها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية، الذي اصبح يطلق عليه قاهر الإرهاب. إلى ذلك أوضح اللواء صالح الزهراني وعضو مجلس الشورى سابقاً، أن كشف الجريمة ومرتكبها أصبح بالنسبة للمملكة سهلا؛ لما يتمتع به رجال الأمن وما لدى وزارة الداخلية من إمكانيات تقنية وفنية وخبرة. وكشف مخططات المنظمات الإرهابية، ومعرفة من يدور حولهم الشك للانتماء لأي منظمة إرهابية. إضافة إلى ذلك تحليل بعض المواقع التي يتم استخدامها من قبل المنظمات الإرهابية للتواصل مع خلاياهم في الداخل، وكيفية الوصول لهم. وعوامل أخرى منها الكشف عن أي خيوط توصل إلى عمليات الإرهاب سواء عمليات التحويلات المالية أو غيرها من الطرق، التي يمكن أن تؤدي إلى كشف خلايا نائمة، فعملية الكشف عن مرتكبي الأعمال الإرهابية مثلما حدث في عمليات قتل بعض رجال الأمن في الرياض أو ما حدث في القديح، أثبتت أن رجال الأمن لديهم القدرة الفائقة في الوصول إلى معرفة من نفذ أي عمل إرهابي، سواء كان منتحرا أو منفذ عملية أو هاربا. كل هذه الإنجازات تثبت أن عمليات كشف من يقوم أو يخطط أو يتستر على من يحاول المساس بأمن الوطن، يتم الوصول له في وقت قياسي.