رفض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاتهامات الموجهة اليه بمخالفة الدستور وبدأ يلعب دورًا أكثر فاعلية في حملة الانتخابات التشريعية فيما يواجه الحزب الحاكم أكبر تحد انتخابي منذ استلامه السلطة. وتشير استطلاعات الرأي الاخيرة الى امكانية تراجع النتيجة التي سيحرزها حزب العدالة والتنمية المنبثق من التيار الاسلامي في انتخابات 7 يونيو التشريعية مقارنة بالاستطلاعات الاخيرة في 2011، وربما خسارة اكثريته البرلمانية، بحيث دق الاعلام الموالي للحكومة ناقوس الخطر. ويفترض بأردوغان الذي تولى الرئاسة في 2014 بعد ترؤسه للحكومة طوال اكثر من عقد من الزمن أن يكون محايدًا سياسيًا، لكنه يخوض الحملة الانتخابية منذ ايام بنشاط متزايد. وبينما صورة رئيس الوزراء ورئيس حزب العدالة والتنمية احمد داود اوغلو، وزير الخارجية السابق الذي تنقصه كاريزما اردوغان الشعبوية، هي الموجودة على الملصقات الانتخابية، الا ان اردوغان هو من يهيمن فعليًا على الحملة بالرغم من تأكيده أنه «إلى جانب الشعب». الثلاثاء ألقى الرئيس التركي خطابًا صباحيًا في اسطنبول فيما افتتح الى جانب داود اوغلو مطارًا جديدًا في محافظة هكاري جنوب شرق تركيا، واستمر خطابه عدة اضعاف خطاب رئيس الوزراء، قبل ان يخاطب جمعًا في انقرة مساء. والسبت سيلقي أردوغان خطابًا أمام حشد كبير في أسطنبول إلى جانب داود أوغلو بمناسبة الاحتفال بفتح العثمانيين لاسطنبول عام 1453. ويفتخر الحزب الحاكم أنه أهم الآليات الفائزة بالانتخابات في ديموقراطية بارزة، نظرًا لإحرازه جميع الاستحقاقات منذ أزاح النظام العلماني المتشدد والمتجذر في المؤسسة العسكرية من الحكم في انتخابات 2002. لكن حاليًا عليه ان يكون في افضل احواله، حيث يطالبه اردوغان بالفوز بثلثي عدد المقاعد البالغ 550 مقعدًا من اجل تعديل الدستور وتأسيس النظام الرئاسي الذي يريده. وقال الباحث الزائر في مركز كارنيغي اوروبا مارك بياريني لفرانس برس: «إن أردوغان ليس مرشحًا للانتخابات التشريعية، لكن استحقاق 7 يونيو يتمحور الى حد كبير حوله». وأضاف «بالتالي إنه منخرط شخصيًا إلى حد كبير في الحملة». لكن وبعد بروز مؤشرات على تراجع الاقتصاد الذي لطالما شكل الورقة الرابحة للحزب الحاكم، ووسط عجز داود أوغلو عن مضاهاة زخم أردوغان الخطابي، تشير استطلاعات الرأي الى امكانية تراجع نتائج الحزب بحدة من حوالى 50 % في 2011 وأكثر من 46 % في 2007. وفي مقالة بعنوان «أريد أن أحذركم قبل فوات الأوان» أثارت اهتمام التيارات السياسية كافة في البلاد أكد الكاتب الشهير الموالي لحزب العدالة والتنمية عبدالقادر سلوي أن الكثير من ناخبي الحزب ليسوا متأكدين من تصويتهم لصالحه. وقال: «إن تركيا قد تواجه احتمال الاستيقاظ صباح 8 يونيو على ائتلاف». وكتب في صحيفة يني شفق كنا «العدالة والتنمية» معروفين بالتواضع. الآن يذكروننا لعجرفتنا». وتكمن النقطة الحيوية في عدد المقاعد المحرز في احتمال تجاوز حزب الشعب الديموقراطية المناصر للأكراد نسبة 10 % الصعبة التحقيق الضرورية لاحتلال مقاعد في البرلمان. ويشكل احتمال الائتلاف عائقًا أمام على الحزب الحاكم المسيطر، لكن حليفه الاقرب قد يكون حزب الحركة القومية الذي يتوقع أن يأتي ثالثًا، عوضًا عن الحزب الذي سيأتي ثانيًا وهو حزب الشعب الجمهوري المنتمي إلى المعارضة العلمانية.