في جلسة مجلس الوزراء المعتادة المعقودة بعد ظهر الاثنين الفائت برئاسة قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – يحفظه الله – جاء الاستنكار الصارخ للجريمة النكراء التي استهدفت مسجدا من مساجد الله ببلدة القديح بمحافظة القطيف حيث قتل في هذه الجريمة من قتل وجرح من جرح ضمن سلسلة من الجرائم الآثمة التي يدبرها في الخفاء ارهابيون لا هم لهم الا سفك دماء المسلمين وقتل الأبرياء وهتك حرمة النفس المعصومة التي لايجوز استنادا إلى تعاليم وتشريعات ومبادئ العقيدة الاسلامية السمحة هتكها. وقد اتضح من التحقيقات التي أجريت بعد ذلك الحادث الارهابي الشنيع أن من قاموا بتدبيره وتنفيذه هم من عصابات داعش الذين باعوا ضمائرهم لشياطينهم، وقد أرادوا بفعلتهم المنكرة تلك المساس بأمن المملكة واستقرارها وحياة المواطنين الآمنين فيها، وهم يعلمون كغيرهم أن الأمن في هذه الديار المقدسة تحول بفضل الله ثم بفضل القيادة الرشيدة الى علامة فارقة مازالت المملكة تعرف بها بين أمم وشعوب الأرض. لقد استهان أولئك المجرمون بتلك العلامة فأرادوا العبث بها وفقا لعدوانهم الارهابي على مسجد الامام علي بالقديح فرسموا بتلك العملية الاجرامية خطوط حقدهم المبيت ضد المسلمين باستهداف المصلين في ذلك المسجد، وقد تبين بعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية من الكشف السريع عن منفذ تلك الجريمة النكراء والقبض على معظم أعضاء الخلية الارهابية التي نفذت تلك العملية أنهم قاموا بفعلتهم الاجرامية في القديح بتوجيهات وتعليمات من تنظيم داعش الارهابي في الخارج، وكان الهدف الأساسي من تلك العملية هو المحاولة اليائسة لخدش الوحدة الوطنية في البلاد، واحداث فجوة بين أبناء الوطن للتغلغل من خلالها نشرا للعداوات والفتن وشق وحدة المجتمع السعودي الآمن وزرع بذور الطائفية الممقوتة على أرض مازالت تلفظها وتلفظ مروجيها والساعين الى دسها بين صفوف المواطنين في بلاد غير مهيأة في الأصل لزراعة تلك البذور المكروهة. ان رجالات الأمن البواسل الذين تمكنوا بسرعة قياسية من كشف تلك الخلية وارتباطها الوثيق بتنظيم داعش الارهابي يضربون مثالا جديدا من أمثلة التضحية والفداء واليقظة، فلطالما تمكن أولئك الرجال الأشاوس في عمليات ارهابية سابقة من الكشف بنفس السرعة عن هوية أولئك المجرمين الذين أرادوا العبث بأمن هذا الوطن واستقراره وتقديمهم للعدالة لتقول كلمتها الفصل فيهم وفي أعمالهم الدنيئة. وقد عبر مجلس الوزراء في ذات الجلسة عن تقديره لكافة العلماء والمشايخ والمواطنين في سائر مناطق المملكة الذين استنكروا ذلك العمل الاجرامي وأدانوه، مؤكدا مواقف المملكة الثابتة والمعلنة تجاه العمليات الارهابية وعزمها الدائم – بحول الله وقدرته وتوفيقه – على ملاحقة الارهابيين ومن يقف وراءهم من المحرضين أو الممولين أو المتسترين وتقليم أظافرهم جميعا لأن أفاعيلهم الاجرامية التي تكرر واحد منها في بلدة القديح تتنافى تماما مع القيم والتشريعات والمبادئ الاسلامية السمحة التي تتخذ منها المملكة أسلوب عمل لتحكيمه في كل أمورها وشؤونها، كما أنها تتنافى في ذات الوقت مع القيم الانسانية والأخلاقية والعقلانية ومع كافة النظم والتشريعات والقوانين الدولية المرعية. وستبقى المملكة ضمن مساعيها الحثيثة والحميدة لاحتواء ظاهرة الارهاب وملاحقة الارهابيين أينما تواجدوا ملتزمة بمواقفها المعلنة لمحاربة الأفكار الضالة والمضللة والقضاء على بؤر الارهاب وتجفيفها، وملاحقة المتورطين والمشاركين والمخططين والداعمين والمتعاونين والمتعاطفين مع العمليات الارهابية لتنالهم المحاسبة والمحاكمة والمساءلة والعقوبات الرادعة التي لن يتمكنوا بفضل الله ثم بفضل القيادة الرشيدة من الافلات منها، وستبقى المملكة تضرب بيد من حديد على كل مارق يحاول العبث بأمن هذه البلاد واستقرارها والمساس بوحدتها الوطنية.