في لقاء ودي بمقر جريدة اليوم والذي يتم عقده مرة في كل شهر يجمع رئاسة التحرير بالجريدة مع كتابها وبعض من موظفيها للحديث عن أي مستجدات في الساحة المحلية أو الدولية. ودائما ما يتحدث في هذا اللقاء سعادة رئيس التحرير الأستاذ عبدالوهاب الفايز عن أفضل السبل لطرح بعض القضايا. وفي لقاء هذا الأسبوع تواجد بصورة غير رسمية سعادة القنصل الأمريكي بالظهران السيد مايك هانكي. وقد تحدث سعادة السفير وأجاب على الكثير من الأسئلة والاستفسارات بلغة عربية واضحة وكلمات تدل على ما يتمتع به من ثقافة عامة واحترام للغة العربية. بل إنه أشار إلى ما قرأه من كتب عربية استطاع من خلالها إثراء وزيادة معرفته بالكثير عن المنطقة. ومع أن الأحاديث كانت جانبية، إلا أنها لامست ذكريات تأسيس هذه القنصلية التي قامت ليس بدور سياسي فقط، بل تعداه إلى أن أصبحت إحدى حلقات تعزيز العلاقات بين الجالية الأمريكية في المنطقة من جهة والمواطن السعودي من جهة أخرى. ويعتبر تأسيس هذه القنصلية إحدى نقاط التحول في العلاقة بين المملكة العربية السعودية وبين الولاياتالمتحدةالأمريكية في المجالات الاقتصادية وغيرها والتي كان لتواجد شركة الزيت في ذلك الوقت بمدينة الظهران أثر كبير على زيادة الدور المنوط بهذه القنصلية. وبالرغم من أن الكثير من الرعايا الأمريكان من مهندسين وجيولوجيين واسرهم بدأوا بالتوافد إلى المملكة العربية السعودية منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، فإنه لم يقم بتمثيلهم دبلوماسيا ويرع مصالحهم الاجتماعية مثل تجديد الجواز أو تسجيل مولود- إلا بعد أن قام المكتب الخاص بالتمثيل الخارجي بإرسال أحد دبلوماسييها في العام 1944م. وقد تم انتدابه من الممثلية الدبلوماسية في القاهرة. وقد كان اسمه باركر هارت. وحال وصوله قام بالعمل من أحد مكاتب شركة ارامكو. وبعدها بدأ بالعمل من احد المكاتب الموجودة في مطار الظهران القديم. ولعلم القارئ فلاحقا تم ترقية السيد هارت ليكون قنصلا عاما وبعدها أصبح السفير الأمريكي في المملكة. وبعد موافقة الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه على تثبيت التمثيل الدبلوماسي فقد تم اختيار موقع للقنصلية قريب من منشآت النفط التابعة لما تم تسميته لاحقا بارامكو. وتم الانتهاء من بناء القنصلية في العام 1949م. وفي عام 1951م تم بناء مقر للقنصل. وبعد ذلك بدأت القنصلية في خدمة المواطنين السعوديين فيما يخص التأشيرات. وإضافة لذلك فمنذ عام 1944م و حتى عام 1971م كانت القنصلية الأمريكية أيضا مسؤولة عن إنهاء الإجراءات الرسمية في المملكة، إضافة إلى أنها كانت أيضا مسؤولة عن خدمة مواطنيها ومواطني البحرين وقطر والإمارات وعمان. ولهذا كانت تعتبر سفارة في المنطقة أكثر منها قنصلية. وفي الوقت الحالي وفي ظل تواجد أكثر من مئة ألف من الدارسين والدارسات ومرافقيهم في أمريكا في برامج الابتعاث، إضافة لعشرات الآلاف ممن يدرسون على حسابهم، فقد قامت القنصلية الأمريكيةبالظهران بالعمل على وضع أنظمة جديدة وتوظيف أعداد أكبر من القائمين على مراجعة المعاملات الخاصة بتأشيرات الدراسة والزيارة والعلاج ورجال الأعمال. وقد تم اختصار الوقت ليصبح أياما معدودة لإصدار تأشيرة مدتها خمسة أعوام. ولاحقا سيتم بناء مقر للقنصلية وسيكون بمدينة الخبر ويتمتع بمزايا أكبر ومرافق أكبر للخدمات المتعلقة بالأمور القنصلية. * كاتب ومحلل سياسي