في الماضي كان مطار الظهران الدولي هو مركز انطلاق الرحلات الدولية من المملكة إلى العالم الخارجي. وكانت الظهران محطة انطلاق أحد اشهر رحلات الطيران في العالم منذ القدم وآخرها رحلة كانت تقوم بها طائرة من نوع (بوينغ 747 إس بي) تابعة لخطوط طيران بان أمريكان بمشاركة مع الخطوط السعودية وتطير بين الظهران ونيويورك. ولكن في الوقت الحالي أصبح جميع من يقطن في المنطقة الشرقية من مواطنين وأجانب يهجرون الخطوط السعودية ورحلاتها الدولية من مطار الملك فهد بالدمام لسبب أساسي واحد وهو أنه لا توجد رحلات مباشرة أو على الاقل شبه مباشرة إلى محطات كثيرة وخاصة للرحلات البعيدة. فالمسافر من مطار الرياض أو جدة يتمتع بتوافر رحلات مباشرة إلى اوروبا وأمريكا وغيرها دون توقف في الوقت الذي يضطر فيه المسافر من المنطقة الشرقية إلى الطيران للرياض أو جدة والانتظار ساعات طويلة في صالة الانتظار. وفي هذه الحالة أصبح كل من يسكن في المنطقة الشرقية زبونا دائما للخطوط الجوية الخليجية التي نظمت رحلاتها بحيث يطير المسافر من الدمام إلى أي عاصمة خليجية وخلال ساعتين من الانتظار يستطيع الانطلاق إلى أي مكان في القارات الست. وبالرغم من إنشاء الخطوط السعودية قبل أي خطوط خليجية وانفتاحها المبكر منذ الخمسينيات الميلادية من القرن الماضي على أسلوب الخطوط الأمريكية وطريقة عملها فيما يخص ما يسمى (هوب بوينت) إلا ان الخطوط الخليجية تعلمت هذا الدرس مبكرا بعد نشأتها مباشرة. ولهذا نرى خطوط الامارات والقطرية والاتحاد لديها رحلات فجر كل يوم من الكثير من مطارات المملكة بطريقة التجمع إلى مطاراتها الدولية وليقوم بعدها الركاب بالانطلاق إلى مختلف مطارات العالم. وهنا لا أعرف لماذا لا تقوم الخطوط السعودية بنفس الأسلوب بحيث تطير طائرات من مختلف مطارات المملكة باتجاه المطارات الثلاثة الرئيسة بجدول يتيح لأي مسافر من أي مدينة سعودية التوقف فترة بسيطة قبل الإقلاع لكي يكون سهلا على كل مسافر تنسيق جدوله مع الناقل الوطني بدلا من الطيران على خطوط خليجية. وهذا الأسلوب معروف أكثر في مطارات الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولعلم القارئ فمطارت المملكة هي مؤهلة لتطبيق هذا الأسلوب أكثر من اي مطارات أخرى في المنطقة. والمملكة هي أكثر دولة فيما يخص المواسم. ورغم كل ما قيل وكتب إلا ان الخطوط السعودية ولسبب لا يعلمه أحد انها لم تستطع التأقلم مع خصوصية مطار الملك فهد الدولي بالدمام والذي يقع في أهم منطقة إستراتيجية بالنسبة للنقل الجوي في الشرق الأوسط ومسألة قربه من مطارات خليجية منافسة في خدماتها جميع مطارات العالم. وفي الوقت الحالي أصبح المسافر من المنطقة الشرقية ممن يريد السفر إلى مطارات بعيدة مثل أمريكا واستراليا وأمريكا الجنوبية وجنوب أفريقيا أو جميع مطارات اوروبا يجد في عدد الرحلات وجدولتها من مطارات الدول الخليجية خيارا شبه وحيد. وحسب ما نرى فقد بدأ نمط وأسلوب الطيران الذي يتبعه أهالي المنطقة الشرقية فيما يخص استخدامها للخطوط الخليجية ينتقل إلى بقية مناطق المملكة. وبدأنا الآن نرى حوالي خمسة خطوط خليجية تأخذ المسافر السعودي ليس فقط من المطارت الثلاثة الرئيسة, بل أصبحت رؤية طائرات هذه الخطوط الخليجية منظرا مألوفا في كل مطارات المملكة.. فقط انظروا إلى مطار الأحساء.. فرحلات الخطوط الخليجية أكثر من رحلات الخطوط السعودية. كاتب ومحلل سياسي