لماذا لم تقم الخطوط السعودية بتغيير مركزها من مدينة جدة إلى مدينة الظهران؟ سؤال طرحه الكثير في العام 1978م عندما أعلنت امريكا تغيير سياسة الطيران بما يسمى (ديريغوليشن) و هو قرار غير من مفهوم الطيران ليس في امريكا فقط، بل على العالم أجمع. و طرح السؤال مرة أخرى في العام 1981م بعد أن أصبح مطار الظهران الدولي مركز التقاء الشرق بالغرب بعد أن أصبحت رحلة السعودية و «بان امريكان» بين الظهران و نيويورك نقلة عالمية في الرحلات الطويلة المدى في وقت لم يكن العالم قد سمع عن مطار دبي أو الدوحة أو أبوظبي. فقط مطار الظهران كان على الخريطة. وكان كبار خبراء الطيران يتوقعون أن مطار الظهران سيكون الممر الرئيس بين الشرق والغرب. ولكن قد يسأل القاريء.. ما علاقة وجود مركز الخطوط السعودية في جدة بحركة الطيران في المملكة؟ الكل يعرف أن الخطوط الجوية العربية السعودية مرتبطة بكل مطارات المملكة كونها الناقل الوحيد في ذلك الوقت. وكان مطار الظهران هو المطار الرئيس فيما يخص الرحلات الدولية. في الماضي عندما تريد الطيران بين الرياض وبيروت فيتحتم عليك التوقف في الظهران. وفي هذا الوقت نسمع عن شركات عالمية تنقل مراكز ثقلها إلى موقع الحركة. وسمعنا عن شركات أمريكية كبرى نقلت مراكزها من مدن مثل هيوستن إلى دبي. وهذا أمر طبيعي. فلو تم نقل مركز الخطوط السعودية قبل 30 عاما إلى الظهران بعد تغير مفهوم الطيران والطيران التجاري الرخيص لاستطاعت الخطوط السعودية أن تكون المشغل الرئيس لخطوط الدول الخليجية وليس كما نراه الآن و هو أن خطوط طيران نشأت بعد الخطوط السعودية بعدة عقود هي من تقوم بمحاولة تشغيل الخطوط الداخلية في مطاراتنا. وكان بالإمكان نقل مقر الخطوط السعودية من جدة عندما أخفقت الخطوط السعودية في الكثير من الأحيان في مواكبة التطورات السريعة في صناعة النقل الجوي. وتتمتع مدينة الظهران بقربها من دول الخليج التي كانت ترى طفرات اقتصادية وكان بالإمكان أن تكون الخطوط السعودية هي الناقل الأكثر للمواطن الخليجي أو لعشرات الملايين من العمالة الأجنبية في تلك الدول. وفي الوقت الحالي هناك الكثير من الفرص للخطوط السعودية للاستحواذ على القسم الأكبر من السوق العالمي. وبهذا لا بد من تغيير نمط وأسلوب العمل لدينا سواء في الطائرة أو في المطار. وفي الوقت الحالي ومع تغير المفاهيم ووجود أكبر سوق طيران في الشرق الأوسط فلا بد من إجراء تغيير شامل في كل شيء حتى وان كان أحدها نقل مقر الخطوط من جدة. وأخيرا ولعلم القاريء حصلت الخطوط السعودية قبل أيام على تصنيف عال في دقة المواعيد. والتقرير صحيح 100%... ولكن ما الذي جعل المواطن لا يثق بالتقرير. فأعيدوا الثقة بخطوطنا الوطنية بأي طريقة كانت. ففي الماضي غير البعيد كانت مواعيدها ووجباتها وأسلوب صيانتها ومقاعد الدرجة الأولى المخملية الأفضل على مستوى العالم. كاتب ومحلل سياسي