الهلال والنصر.. أو النصر والهلال.. رواية لا يتحملها ملف، فصولها مثيرة، جمهورها لا يمل من قراءة أسطرها وصفحاتها وكلماتها كل يوم. هي رواية جمهور يتخللها فصل لا يموت هو ماجد عبدالله وسامي الجابر، وفصل آخر يتداول هو العالمية ونادي القرن. في نزال اليوم كل شيء مختلف حتى الأجواء مختلفة، هي أمسية ستعيدنا للزمن الجميل. هكذا خيل لي عندما أردت أن أفك الطلاسم، فالقمر عادة يضيء.. والشمس في أوقات كثيرة تظهر خجولة، هي الطبيعة وهي ما اعتدنا عليه لسنوات طوال. هناك من يرمز لنادي الهلال بالقمر، وهناك من يرمز لنادي النصر بالشمس، ونحن في فصل الشتاء فهل تتحقق معادلة الطبيعة؟ أم يكون للشمس دفء خاص في هذا اليوم. هي أمسية مختلفة، والأرض بحاجة إلى أن تمارس هوية العشب الأخضر في نزال يصفه البعض بأن ليلة العاصمة لن تكون هادئة حتى الصباح، فإما أن يتسمر الهلاليون على ضوء القمر أو يتدفأ النصراويون تحت أشعة الشمس. احترت بين مواصلة التأمل في القمر أو الشمس أو تمزيق ما كتبته انتظاراً لصافرة النهاية، فجأة تذكرت أن النهوض بعد السقوط يبعث على التصميم والإرادة، يفتح آفاقا جديدة ويمنح الفكرة ويزيل العبرة. لا أعرف لماذا انتابني شعور بنشوة الانتصار وأنا انتقل من ضفة القمر إلى ضفة الشمس التي مكثت فيها ساعات طوال أحاول تمرير أحرفي وكلماتي بولادة قيصرية.. إلى الضفة الأخرى التي أمضيت فيها دقائق معدودة فقط وأنهيت الفكرة والعبارة والمضمون. باختصار لقد جلست قبالة ندمائي الدائمين.. وتساءلت معهم: هل يعقل أن يتحول شعر نزار قباني لكلمات صماء لا تؤثر في الأحاسيس والمشاعر؟! هل يعقل أن يصدر من حنجرة فنان العرب محمد عبده صوت نشاز؟! وأن تكون لوحات دالي فنا رخيصا لا يجعلك تذهب مع رسوماته لعالم آخر؟! هكذا خيل لي عندما أردت العبور على ضفتي القمر والشمس في العاصمة الرياض، فهذان الناديان ما لم تكن حذراً في طريقك فستنزلق حتماً في المحظور، لأنك لا يمكن -مهما رست أحرفك وكلماتك في منطقة الحياد- أن تحدد جمهور أي ناد منهما سيصنفك فإما محباً للقمر أو للشمس.. فكلاهما لا يمكن أن تجمعهما في قلب واحد.. هكذا هم يقولون، لكنني أرى أن للقمر جماله وللشمس سحرها!! ولأنه الهلال الذي يسكن في حي البطولات.. شارع الألقاب الذهبية.. فيلا رقم واحد.. رخامها من ذهب عيار 24.. وسورها ألماس مرصع بتاريخ القرن في أكبر قارات العالم!! ولأنه النصر.. الذي ترأسه في زمن ما رمز رحل عن دنيانا وترك فراغاً كبيراً في الوسط الرياضي، وقدم لنا جوهرة العرب وآسيا ماجد عبدالله.. والكوبرا محيسن الجمعان.. فهو العالمي الذي وضع قدميه في أول بطولة لمونديال العالم. استمتعوا بالأجواء.. قولوا للفائز: مبروك وللخاسر: حظاً أوفر، نعم للاختلاف.. لا للخلاف.. نعم للعشق لا للكراهية.. نعم للإثارة لا للإثارة المصطنعة والتعصب المنبوذ. أخيراً، النصر حقق اللقب في الموسم الماضي فهل يجدد أفراحه علي حساب الهلال أيضا.