الشروق والغروب .. بداية ونهاية .. في مسرح الحياة الكبير .. والمد والجزر لغة بحرية .. لكنها أيضا تتواجد على مسرح الحياة .. والتقدم والتأخر في حياة البشر .. حالة اعتيادية تمر أمام أعيننا كل يوم .. والشمعة والظلام عنوانان رئيسيان في حياة الإنسان ..!! والحزن والفرح ..سيناريو معتاد في عالم كرة القدم .. ومساء أمس تحديدا برزت هذه المتناقضات في دوري " زين " .. هناك من شرقت شمسه .. فغنت جماهيره .. وهناك من غربت شمسه .. فتسامرت جماهيره مع ضوء القمر تندب حظها العاثر .. وهناك من بقت عربته معلقة على الجسر .. بانتظار جولة الحسم ..!! مساء أمس فقط .. أيقنت إن لعبة الكراسي الموسيقية موغلة في عالم " زين " .. وإن مقولة " الدنيا دوارة " حضرت بقوة في نزال " النصر والاتحاد " .. " ودوام الحال من المحال " في مواجهتي الشباب والأنصار .. والرائد والأهلي .. وقرأت لكل مجتهد نصيب في منازلة التعاون مع الفتح .. وتتبعت المثل القائل " مو كل مرة تسلم الجرة " في عراك القادسية مع هجر .. !! يا لها من ليلة .. أبكت وأفرحت .. أخذت وأعطت .. لكن فارسها الأول كان المهنا ورجاله .. أليس كذلك ؟! نعم .. الدوري المحلي .. يمرض لكنه لا يموت ..شمسه ربيع .. وإثارته متدفقة كالنهر الذي يسبح في عشقه ملايين البشر .. ومن لم يصدق .. فليسأل نفسه .. هل هدأت أعصابه ليلة مواجهات الجولة ما قبل الأخيرة للقبض على كأس "زين" ؟! الصمود والانهيار .. كلمات قرأت في المستطيل الأخضر في أمسية الأمس .. والطموح والإصرار .. كانت واضحة بالخط العريض .. واللامبالاة أيضا مرت مع نسائم الهواء في بعض الأحيان .. والاحترافية غابت مع غروب شمس البعض .. وما كان متوقعا حدث .. والمفاجأة لم تحدث إلا في مساحة ضيقة ..!! نعم .. لقد مرت الفصول الأربعة على خارطة دوري زين في ليلة واحدة .. كانت القنوات الرياضية السعودية قمرا في كبد السماء .. وهي حقيقة يجب قولها في الوقت المناسب .. لأننا قسونا على قناتنا في محطات كثيرة .. ومن واجبنا أن نصفق لها عندما تنتقل من ضفة لأخرى .. وهذا ما حدث في نقل مواجهات الأمس .. لقد كانت قمرا تسامر الجميع على ضوئها وجمالها وروعتها .. بقيادة الزميل غانم القحطاني ..!! نعم .. الدوري المحلي .. يمرض لكنه لا يموت ..شمسه ربيع .. وإثارته متدفقة كالنهر الذي يسبح في عشقه ملايين البشر .. ومن لم يصدق .. فليسأل نفسه .. هل هدأت أعصابه ليلة مواجهات الجولة ما قبل الأخيرة للقبض على كأس "زين" ؟! اتفق تماما مع من يذهب أن هناك إحباطات في منافسات الدوري .. وإن بعض الأندية تسير برجل واحدة فيه لعدم وجود رعاية لها .. لكنه بقي صامدا يواجه كل الأعاصير التي تحاول أن ترميه خطوة أو خطوتين إلى الوراء .. ظل الأميز رغم جفاء بعض الجماهير له .. والأكثر إثارة عربيا لعدم حسم قضيته إلا مع الرمق الأخير .. وما وجود الهلال والاتحاد خارج دائرة المنافسة إلا برهان على قوة الأندية السعودية في منافساتها المحلية .. دون أن تتكرر الأسماء ..!! شئنا أم أبينا .. يبقى للدوري السعودي نكهة خاصة .. لا توازيها أي نكهة في الوطن العربي الكبير .. طبعا بعيدا عن شعار أقوى دوري عربي ..!!