الحنين حالة من «غياب» يتشوق لها القلب بعد فراق طويل، ووجع نام على وسادة الذكريات، وألم حاضر افتقد أمل الماضي. والحنين حالة تمرد على حاضر لم يعد بمجد الماضي، ورغبة في إخراج سيف الأحلام من غمده. وحكاية القادسية مع الأضواء هي في الأصل «حنين» لماضٍ جسد الإنجاز، وتفنن بالإبهار، وغزا بنجومه أعتى الفرق حتى أصبح القادسية حاضرا مع الكبار بأسماء نجومه الذين سطروا إبداعات على المستطيل الأخضر بأمواج الساحل الشرقي. نسافر مع قادسية الخبر بقارب الذكريات الذي يطوف بنا في بحر «آسيان» فقد اصطادت شباكه أول لقب لكأس آسيوية للسعودية بشراع الذهبي علي بادغيش، وعزفت الخبر بكأس ولي العهد بالبلدوز الظاهرة خليل الزياني الذي نثر الفرح من الدمام للخبر -طبعا هذا الكرم الدمامي يجب أن يعترف به استاذنا محمد البكر ويعزف عليه زملاء الديوانية حمد الدبيخي وزكي صالح وعبدالله صالح والقلب الصابر النهضاوي محمد الغدير- الجملة الأخيرة هي خارج النص وكتف قانوني لا غير..!! أعود لأصل الحكاية وأقصد بها قادسية الخبر الذي تزين بالأضواء من جديد، وعاد لمكانه الطبيعي بين الكبار، ولكن الجميع يتوجس أن يعيد بنو قادس سيناريو التفريط بالنجوم وهو التحدي الأصعب لإدارة الهاجري بادغيش، وإذا نجحا في هذه المهمة فسيكتب لهما تاريخ ناديهما أنهما أوقفا هجرة النجوم تحت الضرورة أو فوقها. القادسية لغة جميلة يحب أن يقرأ كلماتها الجميع، فهو فريق يجبر الآخرين على الاحترام ويتعاطف معه البعيد والقريب لا لشيء وإنما لصورته الزاهية التي وزعها للجميع من خلال سفرائه في الأندية الأخرى سواء الكبيرة أو الصغيرة. نعم هناك أسطر لم تكن واضحة في كتاب القادسية، وأقصد بها تلك الحروف التي عانت كثيرا من المسح والكتابة في دهاليز الخلاف والاختلاف، ومع العودة الجديدة للأضواء ينبغي أن تكتب تلك الحروف بقلم أحمر وأصفر خالص بعيدا عن التنافر والخلاف والاختلاف. في القادسية تفاصيل جميلة كجمال مدينته الخبر، ولكن الزمن فعل فعلته، والمطلوب من محبيه إعادة صياغة جديدة لقاربه ليصل إلى شاطئ الأمان.