القادسية اسم فخم، نثر إبداعه في كل الفرق الكبيرة، فأينما تتجه بعينك لكل الألوان تجد بصمته يانعة، واختر ما شئت من النجوم ستجده حاضرا في تفريخهم ففي الهلال الياسران القحطاني والشهراني وكريري، وفي النصر السهلاوي والغامدي، والقائمة تطول. القادسية البطل الآسيوي قدم للكرة السعودية اللؤلؤ والمرجان والنفائس التي تصول وتجول داخل المستطيل الأخضر، وكأنه الشمعة التي تحترق من أجل أن تضيء للآخرين. القادسية التاريخ والجغرافيا له حكاية جميلة، فصولها أبدعت وتألقت وكتبت الملاحم، لكنها مثل عين عذاري تسقي البعيد وتمارس الجحود والنكران للقريب، فقد أعطى هذا الكيان الشيء الكثير للفرق الكبيرة، لكنه نسى نفسه حتى لبس الخشن وألبس غيره الحرير. القادسية الذي يسكن في المدينة الساحرة والخلابة بمناظرها لم يأخذ جمالية الجغرافية من الرحم الذي ولد منه، فعشق الذوبان في إطفاء شمعته لينير درب الآخرين. تذكرت حكايته بعد فوزه على النهضة وإبداع نجومه في الهلال والنصر، وتألمت كيف يكون لهذا الكيان كل هذا النتاج ويعيش حاليا في دوري ركاء. القادسية يا سادة مازال يحتفظ بلياقته في تفريخ المواهب، ومن يتابع عناصره حاليا يدرك أن سيناريو النجومية ماركة مسجلة لأبناء الخبر، فهناك العديد من العناصر صغار السن يمتلكون ميزة التطور، وطريقهم معبد نحو التألق والإبداع، ولا ننسى أن أول النجوم من هذه الدفعة وهو صالح العمري للتو قد غادر ساحتهم والتحق بالأهلي، مما يؤكد إجادة بني قادس في صناعة النجوم. ولكن السؤال إلى متى؟ نعم إلى متى يحترق ليضيء شمعة للآخرين، وإلى متى نسمع ذكر اسمه في الأندية وبطولاتها عندما يتحدثون عن نجوم أبدعوا مع ذكر القادسية بأنه النادي الأصلي لهم. يا رجالات الخبر بإمكانكم إعادة سيناريو الذهبي على بادغيش الذي حقق آسيا وكأس ولي العهد وصال فريقه وجال محلياً وخارجيا في الوقت الراهن متى ما رميت الخلافات خلف ظهوركم، وكان الطموح شعاركم. يا جماهير القادسية اتركوا (الإتكيت) عنكم وساندوا فريقكم في المدرجات، وعودوا كما كُنْتُمْ في زمن سعود جاسم وفريد المعيدي وحمد الدوسري وعبدالله الطيب تملؤون المدرجات وتهتمون (هي هي هي القادسية). كم هو مؤلم أن يبقى هذا الكيان في ركاء وهو الذي قدم نجوم (ستار) للأندية الكبيرة، وكم هو مؤلم أن لا تجد العناصر الحالية المؤهلة لإعادة المجد للخبر الدعم والمؤازرة الشرفية والجماهيرية.