لا أعرف لماذا غزا الفرح جماهير كثر على اختلاف ميولها عند اقتراب بني قادس لدوري جميل، عقب الفوز الأخير على الرياض وتصدر دوري الدرجة الأولى، قبل اسدال الستار على المسابقة بجولة واحدة. القادسية له اسم لا ينسى، ليس لإنجازاته فقط، بل لنجومه الذين امتدوا في مساحة الوطن ينثرون إبداعاتهم في أندية كبار، ولعل هذا الجانب بالذات هو ما يفسر لنا تعاطف الكثير من الجماهير الرياضية مع عودته لدوري الأضواء. ولكن رغم الفرح المشروع لأبناء القادسية والاقتراب من العودة المنتظرة لدوري جميل، فإن من الخطأ الجسيم نسيان مفاجآت الجولة الأخيرة التي قد تعيد ترتيب الكراسي الموسيقية في سلم ترتيب المسابقة، وربما إذا نام القدساويون على وسادة فرح الفوز على الرياض والصدارة التي انتزعوها في الجولة الماضية، يصحون على كابوس مرير في الجولة الأخيرة بخسارة من الحزم، وعندها سيقول الجميع: (كأنك يا أبو زيد ما غزيت). المطلوب من القدساويين نسيان الأفراح، والبدء في عملية نفسية لمواجهة الحزم، وهي "زبدة" الموسم، وحينها يحق لهم فرش وسادة الفرح من الرس إلى الخبر، في حالة الفوز؛ لأنهم حققوا مرادهم بالوصول لمحطة جميل. أما المسافة ما بين الخبر والدمام، فهي بالتأكيد محطة النهضة الذي خسر من الوحدة، وأصبح صعوده بيد غيره، وأعني خسارة الوحدة والقادسية وفوزه على الفيحاء، وعالم كرة القدم به عجائب وغرائب كثيرة، طالما أن الأمل ما زال ينبض، وأعتقد أنه ما زال يتنفس طالما لم يرفع أبناء المارد الراية البيضاء. وما بين مكةوالخبر والدمام (انتظار) لإعلان الفرح وتجرع الألم، ففارق النقطة قد يحسم كل شيء، وهنا يكون الألم أكثر وقعا وحسرة. دوري الأولى حكاية عجيبة في كل موسم، وميزته أن الحسم لا يتم إلا في اللحظات الأخيرة من عمره السنوي، وحكاية مثله تستحق أن تكون ردة فعل من اتحاد الكرة بالتفكير الجدي برفع أندية جميل إلى 16 فريقا، خصوصا أن سيناريو الصعود والهبوط للزائرين لجميل لم يعد موجودا، والدليل هجر والخليج هذا الموسم.