أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس الجمعة أن لا شيء يمكن ان «يبرر المجازر الجماعية» ضد الارمن، وذلك خلال مراسم إحياء ذكرى الإبادة الارمنية في يريفان، فيما تجنب الرئيس الامريكي وصف المجازر الأرمنية ب«الإبادة». وقال الرئيس الروسي أمام القادة الاجانب والمسؤولين الارمن المجتمعين في يريفان «لا شيء يمكن ان يبرر المجازر الجماعية. اليوم نقف بخشوع الى جانب الشعب الارمني». من جهته، صرح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند امس الجمعة ان تركيا تحدثت «بكلام مهم» عن الإبادة الارمنية، لكنه «ينتظر منها كلاما آخر» بينما ترفض انقرة الاعتراف بالإبادة. وقال هولاند «صدر عن تركيا كلام مهم لكن ينتظر منها الإدلاء بكلام آخر ليتحول تقاسم الحزن الى تقاسم للمصير». وأدلى هولاند بهذه التصريحات خلال حضوره مراسم إحياء ذكرى إبادة الارمن في يريفان. وفي السياق، وصف الرئيس الامريكي باراك أوباما المجازر التي تعرض لها الارمن في عهد السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الاولى ب«المذبحة المروعة»، متجنبا استخدام كلمة «إبادة»، وذلك قبل ساعات من احياء الارمن الذكرى المئوية للمذابح التي ارتكبت بحق أجدادهم. وقال اوباما في بيان اختيرت كلماته بعناية فائقة ان «ارمن السلطنة العثمانية تعرضوا للترحيل والقتل والاقتياد نحو الموت. لقد تم محو ثقافتهم وإرثهم في وطنهم القديم». وأضاف إنه «في ظل اعمال العنف الرهيبة هذه، التي شهدت معاناة من جميع الجهات، هلك مليون ونصف المليون ارمني». وكان الرئيس باراك اوباما وعد خلال حملته الانتخابية للسباق الرئاسي في 2008 بأن يعترف بالإبادة، ولكنه حين اصبح رئيسا لم يف بوعده ولم يأت على لسانه كرئيس يوما هذا اللفظ، ولا سيما في البيانات التي تصدر سنويا في ذكرى المجازر الارمنية التي تحييها يريفان وأرمن الشتات. وفي 2014 وصف أوباما المجازر التي تعرض لها الارمن ب«واحدة من اسوأ فظائع القرن العشرين». والثلاثاء طالب البيت الابيض باعتراف «كامل وصريح وعادل» بالمجازر التي تعرض لها الارمن في عهد السلطنة العثمانية إبان الحرب العالمية الاولى ولكنه تجنب في الوقت نفسه استخدام مصطلح «الإبادة» لوصف هذه المجازر. بالمقابل، يعترف الكونجرس الامريكي بالابادة الارمنية منذ وقت طويل وذلك بموجب قرارين اصدرهما مجلس النواب في 1975 و1984. وفي العام 1981 وصف الرئيس الامريكي في حينه رونالد ريغن المجازر الارمنية ب«الإبادة». وتحيي ارمينيا الذكرى المئوية للإبادة في 24 نيسان/ابريل، اليوم الذي جرى فيه عام 1915 اعتقال مئات الارمن قبل ذبحهم لاحقا في اسطنبول، وشكل بداية المجازر. وترفض تركيا حتى الآن الاعتراف بأن هذه المجازر التي راح ضحيتها 1,5 مليون قتيل بحسب الارمن كانت عملية تصفية ممنهجة نفذتها السلطنة العثمانية، مؤكدة ان عدد الأرمن الذين قضوا في تلك الفترة يقارب نصف مليون وانهم قضوا نتيجة للجوع او في معارك وقفوا فيها مع روسيا عدوة السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الاولى.