لقد كسبنا الكثير من عاصفة الحزم التي كتبت في بدايتها أنها عاصفة للحزم في الداخل والخارج، فالمملكة العربية السعودية لها مكانتها على الصعيدين الإسلامي والعالمي ولن يتنازل عقلاؤها عن هذه المكانة ولو بذلوا كل ما يملكون في سبيل ذلك: لقد كسبنا من هذه الحرب نصرة المبادئ التي تغيب في عالم المصالح، فنصرة المظلوم فخر وعز وأساس نهضة وتمكين، كما قال المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول «ما من امرئ يخذل امرأ مسلما عند موطن تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله عز وجل في موطن يحب فيه نصرته» ونحن وقيادتنا نختلف عن العالم أجمع في أننا لا نخطط لدنيانا فقط، بل لهذه الحياة وللحياة الأطول والأبقى، نبني دنيانا كأننا لا نموت أبداً، ونستعد لآخرتنا كأننا سنرحل غداً، وفي كلتا الحياتين الفوز الحقيقي لمن لا يخذله مولاه! وقد كسبنا من عاصفة الحزم ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية كدولة مؤثرة على مستوى العالم ولله الحمد، فمن لم ينضم إلينا في هدفنا النبيل اعتذر، ومن لم يعتذر كان محل اللوم من القريب قبل البعيد، وهذه حقيقة يجب أن يعلمها السعودي قبل غيره، فلا وجود لأمة سعودية، بل مملكة عربية سعودية قائدة للعالم الإسلامي ومملكة للإنسانية! وقد كسبنا من هذه الحرب التي فرضت علينا رقي الأهداف، فثبات الأمور في العادة يعني الانشغال بالتوافه، ويؤدي إلى الدخول في صراعات هامشية تفرق ولا تجمع، وتشتت ولا تبني، وما إن بدأت العاصفة حتى رأينا توحد القلوب واجتماع الكلمة ورقي التطلعات، وكم نتمنى أن تكون هذه الآثار الحميدة دائمة ومستمرة ومحل الاهتمام والحرص من العقلاء! وقد كسبنا من عاصفة الحزم إيقاف أطماع أصحاب الأطماع، فالأحداث التي تجري شرقاً وشمالاً وجنوباً تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك من يتربص بنا الدوائر، ولكن حماية المولى لنا ثم وحدتنا واجتماع كلمتنا ووقفتنا مع إخواننا الذين يُبدأ بهم، تقدم رسالة لكل طامع بأن أرض الحرمين عسيرة على مطامعهم! كسبنا أيضاً أولئك الشهداء الأحياء، الذين سبقونا إلى لقاء الله، وقد تركوا لنا قدوات البطولة والفداء، وتركوا لأولادهم وعائلاتهم الفخر، فالموت واحد ولكن هناك فرقا بين موت هو نهاية حياة، وموت هو بداية الحياة! سلام على عاصفة الحزم، وأهلاً بإعادة الأمل! متخصص بالشأن الاجتماعي