واحد من الاسماء التشكيلية التي ظهرت مع بدايات انشطة مكتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمنطقة الشرقية، وقبل ذلك اثناء دراسته التربية الفنية في معهدها بالرياض، والذي تخرج منه1973، كان حاضرا بمشاركاته الجماعية على مستوى المنطقة فالمملكة، لكن سرعان ما توارت مشاركاته مع معرفتي بإنتاجه ومتابعته الفنية، شارك على نحو متفرق في معارض محلية نظمتها الرئاسة العامة أو جمعية الثقافة والفنون في الدمام على الخصوص، والتي اختير عضوا في احد تشكيلات لجنة الفنون التشكيلية فيها. اعمال هذا الفنان مزيج من ولعه الهندسي الذي يستقيه من الفنون الاسلامية في تزويقها واستلهاماتها النباتية والهندسية مع اضافات مباشرة من واقعه، أو محاكاة لهيئة آدمية أو حيوانية أو نباتية أو كتابات وحروف عربية، يرسم ويزوق بكثير من المتعة الفنية التي يستطرد معها لتتشكل لوحته بألوان الفلوماستر أو الأقلام الملونة، اضافة الى اعماله بألوان الاكريلك وقبل ذلك الالوان الزيتية. عاد ميرزا خلال الفترة الاخيرة الى النشاطات المحلية، وأتابع حضوره ومشاركاته في بعض المعارض المحلية في جمعية الثقافة والفنون أو جماعة الفنون التشكيلية بالقطيف او غيرها، كما علمت منه بإعداده لمعرض شخصي لأعماله قريبا. يعتبر ميرزا واحدا من جيل اسهم في بدايات النشاط التشكيلي في المنطقة الشرقية منذ السبعينيات مع بعض ابناء جيله، كعلي الصفار وكمال المعلم وعلي الدوسري ومكي درويش وعبدالله المرزوق وبدرية الناصر وعلي حسن هويدي، ومن الاحساء عبدالحميد البقشي ومحمد الصندل واحمد السبت واحمد المغلوث وغيرهم، وهو في عودته الاخيرة واصراره على الحضور والتواجد والمشاركة انما يؤكد اصالته الفنية وتأكيد اسمه كواحد من الفنانين الذين تميزت اعمالهم مبكرا، وان الفن ما زال شاغله. عبدالله الشلتي: فنان الجنوب شاهدت اعمال الفنان عبدالله الشلتي قبل اشهر في ارت ابوظبي، ضمن معروضات احدى القاعات الانجليزية التي يرتبط صاحبها بفنانين سعوديين من مختلف مناطق المملكة، وعلمت حينها ان اعمال هذا الفنان وجدت صدى طيبا من المقتنين السعوديين وغير السعوديين، ما وضع تجربته ضمن المتميز من اعمال فناني المملكة، والواقع ان تجربة الشلتي متميزة منذ حضوره المبكر في معارض المملكة، فقد طرح خلال مسيرته علاقة وثيقة ببيئته الجنوبية منذ ان رسمها على نحو من المباشرة، ثم سعيه لتحديث التجربة. الفنان في بعض هذه الصيغ سعى الى تجاوز ذلك الى نوع من استعارة تأثيرية كما يفعل بعض الانطباعيين مع شيء من الاختلاف الذي تمثل في جرأة الفنان على التعامل مع اللون بطريقة التراكم؛ ما منح اللوحة هيئتها التي تتواتر وتتصاعد فيها المشاهَدَة مع طبقات الالوان الفاتحة التي تبعث حيوية اللوحة وتحقيق فكرتها والتي اطلقها في مواضيع اهمها الطواف حول الكعبة على وجه التحديد، وهو في هذا الموضوع استطاع ان يتجاوز النتيجة المسلمة التي يمكن ان تمنحها معالجة لونية مفتعلة، فهو لا يتوانى في معالجة مسطحة على نحو من الثقة التي منحته اياها التجربة والموضوع ذاته، والذي اصبح مطلوبا من بعض المقتنين وجامعي الاعمال الفنية. وعبدالله الشلتي من الجيل الذي ينتمي له جيل الفنان ميرزا الصالح، وهو الثاني بعد جيل عبدالحليم رضوي ومحمد السليم وصفية بن زقر، وبداياته السبعينية وحصوله على جوائز مبكرة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب يؤكدان تميزه المبكر على المستوى المحلي، وهو الآن يخرج بعد عقود من الحضور والتأثير الى المقتني والمهتم الاجنبي، ما يؤكد اصالة منتجه وتميز شخصيته الفنية.