في بادرة دعا إليها الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيليّة، عُقِد في متحف البحرين الوطني لقاء جمعه والشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار بالفنانين التشكيليين البحرينيين، وذلك بهدف تعزيز التواصل بين الهيئة والمجتمع التشكيلي المدني، والفنانين التشكيليين في البحرين، وفتح حوارات لوضع تصوّر وأفكار لما يمكن تقديمه من أجل الدفع بالحراك التشكيلي في المملكة للأمام. ورحبت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بالحضور، مؤكدة أهمية مثل هذه اللقاءات التي تنعكس إيجابًا على فاعلية وحيوية الحراك التشكيلي في البحرين، وتسهم في توحيد الرؤى وتأصيل فعل الجمال في المجتمع، والالتقاء حول الثقافة "التي هي أعز ما تملك الشعوب"، مثنية على الجهد الفاعل الذي يقوم به معالي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، الذي من جهته أشاد بالدور الذي تقوم به هيئة البحرين للثقافة والآثار ولا تزال، ودعا الفنانين لمزيد من التواصل والتنسيق المشترك لإيجاد تيار تشكيليّ أكثر فاعلية وتأثيرا في البحرين، قائلًا: "نحمل نفس الأفكار، والشعور، والأطروحات والهموم، ونطمح لوضع تصوّر يؤسس لحراك فنّي ينافس الحراك الفني المتطور في محيطنا، والذي نعدّه عاملًا محفّزًا لنا". وفي الحوار المفتوح، تبادل الحضور الأفكار والآراء والمقترحات حول أبرز التحديّات التي تواجه الساحة الفنية في البحرين، والتي تنوّعت بين تأسيس القاعدة الجماهيرية المنتجة والمستهلكة للفنون، الإعداد والتدريب الخاص بالفنانين والمشتغلين في قطاعات الفنون والمعارض بما يتناسب والمعايير العالمية، الاستفادة من الطاقات الفنية الموجودة بالفعل، إضافة إلى الرؤية الإنتاجية والتسويقية للأعمال التشكيلية على المستوى الاحترافي. وكان أبرز التوصيات التي خلصت إليها النقاشات، هي تفعيل دور مركز الفنون التابع لهيئة البحرين للثقافة الآثار، بورش عمل ومعارض، إضافة إلى المشروع الذي أطلق بالفعل أمس بعنوان (الفنان يحكي)، وهو مشروع توثيق مسجل لذاكرة الفن التشكيلي في البحرين، يرويه الفنانون أنفسهم، متناولين بداياتهم، تشكل أساليبهم، ثم نضوج الأساليب والممارسات الفنية، وذلك عبر رصد تفاعل فنهم مع محيطه الثقافي والاجتماعي، المحلي، والعربي والعالمي.