صباح غير كل الصباحات التي مرت بها الفنون التشكيلية البحرينية ذلك الذي عاش فيه الفن التشكيلي البحريني عمراً جديدا ومناسبة واجداً فيها نفسه شريكا هاما في بناء الحضارة، حيث جمعت وزارة الثقافة البحرينية في ذلك الصباح أوراق المبدعين على مدى أربعة عقود في معرض وثق انطلاقة الفن التشكيلي البحريني وسبرت تطوره كاشفة ما يحظي به هذا الفن من الدعم على أعلى مستوى ممثلا في وزارة الثقافة وصولا للدور الذي تقوم به جمعية البحرين للفنون التّشكيليّة التي أكملت ثلاثين عامًا من العطاء. ففي يوم الأربعاء قبل الماضي تفضل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء في دولة البحرين بافتتاح معرض البحرين السنوي الأربعين للفنون التشكيلية بحضور وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة والشيخ راشد بن خليفة آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية الفنون التشكيلية. أشاد سموه بعد جولته بالمعرض في حديثه للإعلاميين قائلاً: لقد شاهدت ما يسر من إبداعات صاغتها أنامل رشيقة قد لا تستطيع الكلمات أن تفصح عنها، فهي لغة إنسانية واسعة أبدعها الفنان البحريني. وقال سموه: «إننا أحوج ما يكون في هذه المرحلة إلى رسالة فنية عصرية تعزز من روح المحبة والتسامح وترسيخ القيم الأصيلة للمجتمع البحريني». وأكد أن الفنان التشكيلي البحريني قد استطاع بإبداعاته ورؤاه أن يضع أسس مدرسة فنية متميزة ترتكز في مضمونها ومعانيها على إرث إنساني خصب، ونبض حضاري ممتد على مر تاريخ البحرين العريق. من جانبها، توجهت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بعميق الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء لرعايته المعرض منذ بداياته الأولى، مؤكّدةً أنّ هذه اللّفتة الإنسانيّة تحيط الفنّانين بالاهتمام وتدلّ على أنّ الوطن يستوعب أعمالهم وإنتاجهم ويضيف إبداعاتهم إلى منجزاته وحضارته ، مؤكدة أن المنامة تعيش اليوم متوازيات ثقافيّة جميلة مع بداية برنامج «الفنّ عامنا»، إذ للمّرة الأولى ينسجم معرض البحرين السّنويّ للفنون التّشكيليّة بسنواته الأربعين مع جمعية البحرين للفنون التّشكيليّة التي أكملت ثلاثين عامًا من العطاء. وأضافت في تصريحها للإعلاميين قائلة (لقد كنّا خلال الأربعين عاماً نصنع ذاكرة المرئيّ والمحسوس في آن، ونحاول أن نغيّر ونستبدل الاعتياديّ بالجميل واستطعنا، كما نصنع اليوم للمنامة عمرًا جميلاً، لنجعل من هذا الجمال مشاعًا ومحسوسًا وقادرًا على الوصول إلى خارج الأمكنة). مشاركة متميزة وحضور لافت يشارك في المعرض السنوي أغلب فناني البحرين الذين يمثّلون مختلف المدارس والتيّارات الفكريّة والأساليب الفنيّة ويتعاملون مع شتّى الخامات الفنيّة، ويعبّرون عن مختلف الأجيال التي توالت على حركة الإبداع التشكيلي المعاصر في البحرين، فإلى جانب الروّاد، هناك فنّانون من جيل الوسط وفنّانون من جيل المبدعين الجدد الذين يمثّلون امتداداً للروّاد، وأمل البحرين في تشكيل رائد جديد. هذا، وقد وجهت وزيرة الثقافة البحرينية الدعوة للعديد من النقاد والكتاب والفنانين التشكيليين عرباً وأجانب من بينهم الفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصري السابق والفنان والناقد اسعد عرابي والناقد شربل داغر والناقدة مها سلطان التي أعدت المادة التوثيقية للكتاب الخاص بالمعرض. إصدار يليق بالمناسبة أصدرت وزارة الثقافة البحرينية كتابا يليق بالمناسبة اشتمل على دراسة مستفيضة للناقدة مهى عزيزة سلطان مرورا بآثار البحرين وتأثيرها على الفنون البصرية التشكيلية على وجه الخصوص، كما تضمن سردا لمراحل تطور الفن التشكيلي البحريني بدءاً بجيل الطلائع، ومنهم بوسف قاسم وعبدالكريم البوسطة وأحمد نشابة وعبدالكريم العريض وأحمد باقر وعبد الكريم يوسف وأحمد السني وراشد سوار وراشد العريفي وعبداللطيف مفيز وحسين السني وعباس المحروس وعبدالله اليوسف وراشد الخليفة وعبد اللطيف الغائب وعبد الجبار الغضبان واسحاق الكوهجي وعبدالله المحرقي وحسين السني وناصر اليوسف ويعقوب يوسف، كما تضمن الإصدار أسماء النحاتين، ومنهم على المحميد وخليل الهاشمي وفؤاد بن علاج وجمال عبد الرحيم وخالد فرحان و جابر حسن وجواد حسن، أما باب الفنون المعاصرة فتضم كلا من فائقة حسن وجعفر المريبي وخالد الرويعي وحامد البوسطة وسامية انجنير ومروة راشد الخليفة وغيرهم.