أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أن العرب السنة يتعرضون لتهديدات خارجية، مشيرا إلى أن أي إضعاف لإسرائيل خلال عهده أو بسببه سيشكل "فشلا جذريا لرئاسته"، مجددا تضامن الولاياتالمتحدة مع إسرائيل على الرغم من الخلافات بين الحليفين حول الاتفاق المرحلي بشأن البرنامج النووي الإيراني, ودان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مجددا الاتفاق المرحلي بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي، واصفا إياه ب"السيئ جدا" لأنه يبقي بنية تحتية نووية كبيرة لطهران التي تريد "القضاء" على إسرائيل و"غزو الشرق الأوسط". وقال أوباما، في مقابلة مصورة مع "نيويورك تايمز" على الموقع الالكتروني للصحيفة: "سأعتبره فشلا من جانبي، فشلا جذريا لرئاستي، إذا أصبحت إسرائيل أضعف، خلال عهدي أو نتيجة لعمل قمت به". وأضاف الرئيس الأميركي في المقابلة المسجلة ومدتها 45 دقيقة، أن هذا "لن يشكل فشلا استراتيجيا فحسب، بل أعتقد أنه سيكون فشلا أخلاقيا". ويشوب التوتر العلاقات بين إسرائيل وحليفتها التقليدية الولاياتالمتحدة خاصة بعد إلقاء نتانياهو خطابا في الكونغرس في 3 آذار/مارس رغما عن إرادة الإدارة الأميركية هاجم فيه المفاوضات النووية مع إيران. وأكد أوباما أنه لا يمكن لأي خلاف بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل أن يؤدي إلى كسر الرابط الذي يجمعهما. وقال: "حتى خلال الخلافات التي حصلت بيني وبين رئيس الوزراء نتانياهو حول إيران وحول المسألة الفلسطينية في آن معا، فأنا كنت دوما ثابتا في التأكيد على أن دفاعنا عن إسرائيل لا يتزعزع". وأكد الرئيس الأميركي، أن العرب السنة يتعرضون لتهديدات خارجية. وفي مقابلة أجراها معه الكاتب توماس فريدمان، قال: إنه سيجري "حواراً صعباً" مع حلفاء الولاياتالمتحدة العرب في الخليج، وسيعدهم خلاله بتقديم دعم أميركي قوي ضد الأعداء الخارجيين. وتابع أنه سيلتقي زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الست هذا الربيع في منتجع كامب دفيد خارج واشنطن لمناقشة قضايا منها مخاوف هذه الدول بشأن الاتفاق النووي مع إيران. وقال أوباما: إنه يريد أن يناقش مع الحلفاء في الخليج كيفية بناء قدرات دفاعية أكثر كفاءة وطمأنتهم على دعم الولاياتالمتحدة لهم في مواجهة أي هجوم من الخارج. وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي إقناع الرأي العام الأميركي بأن ما تعتبره واشنطن "تفاهما تاريخيا" جرى التوصل إليه في لوزان لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني، هو ليس كذلك ولن يمنع إيران من الحصول على القنبلة الذرية، مؤكدا أن هذا الاتفاق المرحلي الذي يفترض أن يتكلل باتفاق نهائي قبل نهاية حزيران/يونيو هو اتفاق "سيئ جداً". وقال نتانياهو لشبكة "سي ان ان": إن الاتفاق المرحلي "لا يلغي البرنامج النووي الإيراني .. بل يبقي على بنية تحتية نووية واسعة. فلن يتم تدمير أي جهاز طرد مركزي واحد. ولن يتم إغلاق منشأة نووية واحدة بما فيها المنشآت السرية التي بنوها. وستستمر آلاف أجهزة الطرد المركزي في العمل، وتخصيب اليورانيوم". وأضاف: "هو سيئ لإسرائيل وللمنطقة وللعالم". وقال نتنياهو: إنه "يطالب" بتضمين الاتفاق النهائي "اعترافا لا لبس" من إيران "فيه بحق إسرائيل في الوجود"، مع علمه أن هذا المطلب غير واقعي لأن إيران جعلت من أبلسة الدولة العبرية إحدى دعائم سياستها الخارجية وهي لا تفوت فرصة إلا وتدعو فيها إلى إزالة إسرائيل عن الخريطة. وأضاف: "إذا كان بلد يتوعد بالقضاء علينا ويعمل كل يوم بالطرق التقليدية وغير التقليدية لتحقيق ذلك، وإذا أبرم هذا البلد اتفاقا يمهد الطريق لحصوله على العديد من الأسلحة النووية، فإن ذلك يشكل خطرا على وجودنا". وردا على تصريحات نتانياهو، قال مستشار البيت الأبيض بن رودس"لن نقنعه"، مضيفا لشبكة "سي ان ان" ان "ما سنقوله له وما نقوله أيضا لشركائنا في الخليج، هو أننا نبرم اتفاقا نوويا وأن هذا هو الخيار المناسب والطريق الأمثل لمنع إيران من حيازة السلاح النووي". بدورها قالت السناتورة الديموقراطية عن ولاية كاليفورنيا دايان فاينشتاين لشبكة "سي ان ان" إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي "قد تنعكس سلبا عليه"، مضيفة "أتمنى لو يتحكم بنفسه لأنه لم يقدم أي بديل حقيقي" للاتفاق مع إيران.