وجهت مسؤولة أميركية رفيعة أمس انتقاداً قاسياً لجماعة ضغط موالية لإسرائيل بسبب موقف الأخيرة من إيران. وحثت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس يوم أمس الأول لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايباك) على التخلي عن أي إصرار على أن إيران يجب أن تتنازل تماما عن قدرتها النووية المحلية. وقالت رايس امام آيباك في واشنطن "هذا ليس موقفا تفاوضيا قابلا للتطبيق كما أنه ليس قابلا للتحقيق ... لا يمكن لأحد أن يجعل إيران تتخلى عن العلم والقدرات النووية التي تمتلكها بالفعل". وحذرت رايس أيضا من فكرة فرض عقوبات على ايران وترك الأمر كما هو، لأن العقوبات وحدها لم توقف إيران أبدا عن المضي قدما في برنامجها النووي. وقالت رايس لجماعة الضغط أن الولاياتالمتحدة لن تتوانى في الدفاع عن اسرائيل، مشيرة إلى ان الولاياتالمتحدة لن تقبل بصفقة سيئة في المفاوضات لكبح جماح البرنامج النووي الايراني. أما الرئيس الأميركي فاتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بالمبالغة في تضخيم قدرات إيران. وقال باراك أوباما ان بنيامين نتنياهو الذي يزور واشنطن حالياً أخطأ في الماضي بشأن الملف النووي الايراني، مؤكدا في الوقت نفسه انه ليس على خلاف شخصي معه. وأشار أوباما في مقابلة مع وكالة رويترز ان نتنياهو أخطأ في تكهناته بشأن الاتفاق المرحلي الذي توصل اليه المجتمع الدولي وايران في نهاية 2013 وتم بموجبه تجميد جزء من الانشطة النووية الايرانية مقابل رفع جزء من العقوبات الدولية المفروضة على طهران. وقال الرئيس الاميركي ان "نتنياهو أدلى بمزاعم شتى. قال ان هذا سيكون اتفاقا مروعا، انه سيمكن ايران من الحصول على 50 مليار دولار، ان ايران لن تحترم الاتفاق. ولكن ايا من هذا لم يتحقق". واضاف "في الواقع، خلال هذه الفترة، رأينا ان البرنامج الايراني لم يتقدم، لا بل انه في نواح عدة تراجع في عناصر منه". وعن التوترات الراهنة بين اسرائيل والولاياتالمتحدة بسبب البرنامج النووي الايراني اعترف اوباما بوجود "خلاف كبير" بين البلدين بشأن هذا البرنامج، لكنه اكد ان الامر ليس مسألة خلاف "شخصي" بينه وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي. وقال "هذه ليست مسألة شخصية"، داعيا في الوقت نفسه الى احترام "العملية" السياسية المعمول بها في الولاياتالمتحدة. وفيما يخص فرص تكلل المفاوضات الجارية مع ايران حول ملفها النووي بالنجاح، اكد اوباما ان احتمالات فشل هذه المفاوضات لا تزال مرتفعة. وقال "اقول انه ربما هناك احتمال اكبر بأن لا تقول ايران نعم". وجدد الرئيس الاميركي التأكيد على هدف الولاياتالمتحدة بالتوصل الى اتفاق لا تقل مدته عن عشر سنوات. كما شدد اوباما على اهمية تحقيق هدف آخر تريد الولاياتالمتحدة تضمينه في هذا الاتفاق هو ضمان انه في حال اخلت ايران بالاتفاق فهي ستكون بحاجة لفترة عام على الاقل لصنع سلاح نووي. وقال اوباما "يجب ان تكون هناك فترة عام واحد على الاقل بين اللحظة التي نرى فيها انهم (الايرانيون) يحاولون الحصول على السلاح النووي واللحظة التي سيكونون فيها قادرين على حيازته فعليا". إلى ذلك قال المسؤول الثاني في وزارة الخارجية الاميركية بأن التوتر بين واشنطن ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يستمر حتى نهاية ولاية الرئيس باراك اوباما في 2016. وقال مساعد وزير الخارجية انتوني بلينكن خلال زيارة الى فرنسا انه منذ وصوله الى البيت الابيض "قضى وقتا في (اتصالاته) مع رئيس الوزراء نتنياهو اكثر من اي زعيم اخر في العالم". واضاف مخففا من شان الخلاف بين الزعيمين في مقابلة اجرتها معه اذاعة اوروبا 1 الفرنسية "هناك لحظات توافق مهمة ثم هناك لحظات من الخلاف التكتيكي". وتابع "هذا في السياق الطبيعي للأمور واتصور ان المسالة ستستمر للسنتين الاخيرتين من ادارة اوباما". وسئل عن تأثير خطاب نتنياهو للكونغرس، فقال: "من المؤسف ان مداخلة رئيس الوزراء قد يكون لها تاثير سيء على مستوى العلاقة السياسي" بين البلدين. واعتبر ان هذا الخطاب "لا يولد الثقة". أوباما أقر بوجود خلافات مع نتنياهو (رويترز) رئيس الوزراء الإسرائيلي أثناء حضوره للجنة العلاقات بأميركا (أ.ف.ب)