إن القضية اليمنية والتي تمثل عمقاً إستراتيجياً للمملكة وجميع دول الخليج العربي أخذت أبعاداً مختلفة خلال أكثر من نصف قرن، وكان تعامل المملكة مع معطياتها بما يتطلب درء الفتنة بين أبناء "اليمن السعيد أسعده الله وجمع لحمته لما فيه الخير على جميع مكوناته"، وإبعاد المخاطر أياً كانت عن المنطقة لاستقرار الأمن الذي يمكّن من استكمال مشاريع التنمية لهذا القطر العزيز ولجميع شعوب الخليج العربي والدول العربية والإسلامية أجمع. كان المبدأ الأساس في التعامل مع تلك القضية هو احترام الشرعية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، شريطة أن يحترم هذا الشعور بالفعل تجاه الأخ الأكبر الحريص على وحدة الصف العربي والإسلامي وحماية المنطقة من جميع أشكال التطرف والعنف اللذين أسسا البنية الخصبة لنمو الخلايا السرطانية الإرهابية بجميع أشكالها. لذا كان التحرك الذي قامت به المملكة لنصرة الشرعية في اليمن الشقيق وبناء على طلب قيادتها الشرعية وبغطاء ودعم خليجي عربي إسلامي ودولي في "عاصفة الحزم" أمرا لا مناص منه، وخصوصاً بعد أن كاد هذا الجزء العزيز أن يلتهم لقمة سائغة من قبل أفراد باعوا أنفسهم للشيطان، وأصبحوا أدوات تنفيذ لمخطط خارجي هدفه ضرب الوحدة العربية والإسلامية وإغراق شعوبها في ويلات الحروب والدمار. إن القرار التاريخي الذي اتخذته المملكة برؤية قيادتها الحكيمة وكان ينتظره بفارغ الصبر كل سعودي وخليجي وعربي، قرار مشروع تؤيده المصلحة العليا لأمن واستقرار هذه المنطقة، ولحماية "يمننا السعيد" والذي بات واضحاً تعرضه لحملة همجية قوضت مؤسساته التشريعية، بل كانت على وشك إدخاله في دوامة الفوضى والدمار بسبب أجندات خارجية همها زعزعة الأمن والاستقرار الذي ينعم به خليجنا العربي والدول العربية والإسلامية، والشواهد تحيط بنا في بعض المناطق العربية والإسلامية التي فقدت أمنها واستقرارها والمؤسف بأيدي أذناب باعوا ضميرهم وأوطانهم في سبيل دعاة الشيطان المأجورين. إن أمر تأييد "عاصفة الحزم" بقيادة المملكة العربية السعودية وحلفائها، واجب وطني وعربي وإسلامي لنصرة شعب اليمن الشقيق، لإعادة استقراره وبما يضمن بحول الله وتوفيقه استمرار الخطط التنموية والاصلاحية التي تقودها حكومته الشرعية وبدعم دول الخليج والدول العربية والإسلامية الشقيقة، ما ينعكس إيجاباً على استقرار وأمن المنطقة أجمع. وفق الله قيادة هذه البلاد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد حفظهم الله جميعاً، لما فيه خير هذه البلاد الطاهرة وكذلك دول الجوار وسائر البلاد العربية والإسلامية الشقيقة، ونسأل الله القوي القدير أن يحفظ جنودنا البواسل وينصرهم نصراً مؤزراً وأن يجنب هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين الكوارث والفتن، وأن ينعم على شعوبها بالأمن والاستقرار، إنه سميع مجيب. مدير جامعة الملك فيصل