بيّن مدير جامعة الملك فيصل بمحافظة الأحساء الدكتور عبدالعزيز بن جمال الساعاتي أن المملكة على مر التاريخ بدءاً من عهد المؤسس طيب الله ثراه حتى اليوم كانت سياستها الخارجية واضحة وأهم سماتها، عدم التدخل في شؤون الآخرين، ومعالجة القضايا التي تمسها مباشرة بالحكمة واستنفاد جميع السبل الشرعية بدبلوماسية يغلب عليها الصبر والتأني في اتخاذ القرار المناسب، في الوقت نفسه أبدت المملكة صرامة قرارتها وقت الشدائد التي تمس أمنها والمنطقة على رأسها القضية اليمنية التي تمثل عمقاً استراتيجياً للمملكة وجميع دول الخليج العربي أخذت أبعاداً مختلفة خلال أكثر من نصف قرن، وكان تعامل المملكة مع معطياتها بما يتطلب درء الفتنة بين أبنائه وإبعاد المخاطر أيا كانت للاستقرار الذي يمكّن من استكمال مشاريع التنمية لهذا القطر العزيز ولجميع شعوب الخليج العربي والدول العربية والإسلامية أجمع. وأضاف الساعاتي أن المبدأ الأساس في التعامل مع هذه القضية يتمثل باحترام الشرعية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، شريطة أن يحترم هذا الشعور بالفعل تجاه الأخ الأكبر الحريص على وحدة الصف العربي والإسلامي وحماية المنطقة من جميع حركات التطرف والعنف، لكن أتى هذا التحرك لنصرة الشرعية اليمنية بناء على طلب قيادتها الشرعية وبغطاء ودعم خليجي عربي إسلامي ودولي في «عاصفة الحزم» أمر لا مناص منه خاصة بعد وجود أدوات تنفيذ لمخطط خارجي هدفه ضرب الوحدة العربية والإسلامية وإغراق شعوبها في ويلات الحروب والدمار، وهذا القرار التاريخي الذي اتخذته المملكة برؤية قيادتها الحكيمة انتظره كل يمني وخليجي وعربي يؤيد المصلحة العليا لأمن واستقرار هذه المنطقة، ولحماية «يمننا السعيد» الذي بات واضحاً تعرضه لحملة همجية قوضت مؤسساته التشريعية، بل كانت على وشك إدخاله في دوامة الفوضى والدمار بسبب أجندات خارجية همّها زعزعة الأمن والاستقرار الذي ينعم به خليجنا العربي والدول العربية والإسلامية، والشواهد تحيط بنا في دول مجاورة. وقال مدير جامعة المللك فيصل إن أمر تأييد «عاصفة الحزم» بقيادة المملكة العربية السعودية وحلفائها، واجب وطني وعربي وإسلامي لنصرة شعب اليمن الشقيق، وإعادة استقراره بما يضمن بحول الله وتوفيقه استمرار الخطط التنموية والإصلاحية التي تقودها حكومته الشرعية وبدعم دول الخليج والدول العربية والإسلامية والشقيقة، مما ينعكس إيجاباً على استقرار وأمن المنطقة أجمع.